في الليلة الخامسة من مهرجان "موازين" وبعد أربع ليال صاخبة من الموسيقى المتنوعة ومن الاكتشاف والتبادل والاستماع لأفضل المقاطع الموسيقية العالمية، شهد متابعو المهرجان فصلا موسيقيا خامسا سافر بهم في عالم موسيقى كيندجي. فعلى منصة السويسي، قدم المغني والموسيقي الذي اشتهر على شبكة الأنترنت سنة 2013 من خلال إعادة غنائه لأغنية "بيلا" للفنان ميتخ جيمس، التي حققت أزيد من خمسة ملايين مشاهدة على موقع "يوتيوب"، أروع أغانيه التي أداها بموهبته الفريدة ودعا الجمهور للرقص على نغمات نمط مختلط جمع بين أوتار الغيتار الغجري والإلهام الموسيقي الحاضر: "نمط الفانك" و"الراب" وكذا الإيقاعات اللاتينية، ليكون بحسب المنظمين حفلا جماهيريا لا ينسى حضره 130 الف متفرج. وغير بعيد على منصة النهضة، يضيف المصدر ذاته، سحرت المغنية اللبنانية يارا الجمهور بأدائها لأجمل أغانيها وإعادتها غناء بعض الأغاني باللهجة المصرية، اللبنانية والخليجية. كان أداؤها بهيجا يسحر الأسماع ونالت استحسانا كبيرا من الجمهور الحاضر وأكدت مكانتها كفنانة واعدة في الساحة العربية الفنية. وبعيدا عن لبنان، "كان لجمهور المسرح الوطني محمد الخامس موعد مع باكستان والأندلس اللذين التقيا بالموسيقى واختلطا وتمازجا بقوة بركانية ومبدعة لغناء "القوالي" الخاص بالمتصوفة والغنائية الساحرة للفلامنكو … تلاشت المسافات بين البلدين بالموسيقى .. وانبهر الحضور". وكدليل على أن الموسيقى لا تعرف الحدود، يؤكد المنظمون ، تلاقحت موسيقى فايز علي فايز مع إيقاعات خوان غوميز ،وهو عازف الغيتار المتأثر بأصوات الفلامنكو الكبرى. مع مجموعة من الموسيقيين الذين اجتمعوا خصيصا بهذه المناسبة، كشف الفنانان للجمهور عن قوة الحياة التي تنبعث من الفلامنكو والأعماق البعيدة لنشوة أغاني "القوالي" الهندية الباكستانية. واكد المنظمون أن ليالي موازين ما تزال تعد بالمزيد وتدعو لاكتشاف لون غنائي آخر يقدمه بامبينو من النيجر الذي ترعرع في المنفى والتمرد، "عازف الكمان والقيثارة هذا سافر بجمهور منصة أبي رقراق نحو مستقبل موسيقى الطوارق". ففي مزج ذكي بين لمسة "البلوز" وإيقاعات القيثارة والأغاني التقليدية، أدى بامبينو أروع مقطوعاته الغنائية من ألبومه الأخير "نوماد" الذي احتل المركز الأول في الرسوم البيانية للوحة الموسيقى العالمية عند طرحه سنة 2013. كما رقصت مدينة سلا على نغمات حفل "هوبا هوبا سبيريت" الوفية لمهرجان موازين. مزجت المجموعة بين الإيقاعات الإفريقية، كناوة، الروك والريغي لتقدم مزيجا متناسقا من الأصوات الراقصة والجذابة. وسرعان ما أفضى المزج بين هذه الموسيقى الحيوية إلى مقاطع غنائية لمنح رسالة سلام وأمل للشباب المغربي. وقد خصص جمهور سلا استقبالا حارا لمجموعة "دارغا" وهي مجموعة من أقوى ممثلي الساحة الغنائية المغربية التي حظيت بالفرصة لإحياء الجزء الأول لحفلات العديد من الفنانين ك"مانو ديبانغو" و"يوسو ندور" و"سيرجانت غارسيا"- فضلا عن مجموعة "غاباشو ماروك" التي يرجع أصل أعضائها إلى المغرب، فرنسا والجزائر الذين مزجوا بين مقاطع موسيقية كناوية، أفريقية، أمازيغية وموسيقى الجاز. وفي شالة، كان للجمهور الهادئ موعد مع المغنية الإسبانية "إينيسباكان" التي تتميز بصوت جياش متأثر بالألم، تلمس المغنية صلب حقيقة الأغنية، هذه الحقيقة التي يعرف عازف الغيتار "بيدرو سولير" كيف يستحثها.