سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ترميم المساجد التاريخية.. عزم ملكي وطيد على صيانة الموروث الروحي والمعماري للمملكة ترميم 47 مسجدا تاريخيا و13 في طور الترميم و22 في مرحلة الدراسة بكلفة إجمالية بلغت 598 مليون درهم
تعكس الجهود المبذولة من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من أجل ترميم المساجد التاريخية، الالتزام الراسخ لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بصيانة والنهوض بالموروث الروحي والمعماري للمملكة، حسب ما أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أمس الجمعة بمسجد "عباد الرحمان" بالدارالبيضاء. وهكذا، وعقب صلاة الجمعة، قدم أحمد التوفيق عرضا بين يدي جلالة الملك حول موضوع "برنامج ترميم المساجد"، أبرز من خلاله أن ترميم هذه الأماكن ذات الصبغة الروحية يندرج في إطار العناية السامية التي ما فتئ يوليها أمير المؤمنين للشأن الديني عامة، وأماكن العبادة على وجه الخصوص. وأوضح التوفيق في هذا الصدد، أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية، تبرمج كل عام عددا من عمليات ترميم المساجد التاريخية بالمدن العتيقة، وفي قصور الواحات والقصبات، مشيرا إلى أن عدد هذه المساجد يقدر ب843 مسجدا، منها 183 مسجدا تاريخيا كبيرا، و660 مسجدا متوسطا وصغيرا عتيقا. وأضاف أن اختصاص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يشمل، أيضا، الزوايا ومساجد الأضرحة، والمدارس التاريخية الملحقة بالمساجد، والتراث اللامادي، لاسيما المكتبات الوقفية الموجودة ببعض المساجد العتيقة. ومن أجل صيانة هذا الموروث الغني، أعدت الوزارة، حسب التوفيق، خطة تقوم على مقاربة منهجية قوامها ثلاثة محاور رئيسية، هي إعداد جرد تقني للتراث المعماري للمساجد في المدن والقرى، واتخاذ التدابير الضرورية للمحافظة عليه وصيانته وتثمينه، وتوفير الإمكانات المالية والبشرية الكفيلة بتنفيذ الخطة المذكورة. وقال الوزير إن هذه الخطة مكنت من ترميم 47 مسجدا تاريخيا، بينما يوجد 13 مسجدا في طور الترميم و22 في مرحلة الدراسة، مسجلا أن الكلفة الإجمالية لهذا الإنجاز بلغت 598 مليون درهم، خصص معظمها للمساجد التاريخية الكبرى. أما مساجد الأضرحة فقد تم ترميم 25 منها بكلفة 112 مليون درهم. وفي هذا السياق، أشار التوفيق إلى أن إحداث أكاديمية الفنون التقليدية بمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء سنة 2012، سيساهم في نجاح هذه الخطة من خلال تكوين المتخصصين في فن الترميم. وتنجز عمليات الترميم، التي يشرف عليها مهندسون ومقاولات ومعلمون حرفيون متخصصون، على أساس دراسات تاريخية وأركيولوجية ومعمارية وتقنية معمقة. وهكذا، فقد تم ترميم عدد من المساجد التاريخية، لاسيما جامع القرويين بفاس، ومسجد مولاي اليزيد بمراكش، ومسجد باب البردعاين بمكناس، ومسجد وضريح مولاي إدريس زرهون، ومسجد سيدي شكيرة بآسفي، والمسجد العتيق بأمزميز (إقليمالحوز). وبهذه المناسبة، قام أمير المؤمنين، حفظه الله، بزيارة ورش ترميم مسجد ولد الحمراء بالمدينة القديمة للدار البيضاء. وتهم أشغال ترميم المسجد التي توجد في مرحلة متقدمة جدا، تدعيم وإعادة بناء الأسقف، وقاعة الصلاة والمنارة، إلى جانب إنجاز سطح مفتوح على مستوى الفناء. ويهم هذا المشروع الذي رصدت له استثمارات بقيمة 7 ملايين درهم، تدعيم الأساسات، وإصلاح الشقوق، وتبليط الأرضية، وتجديد شبكة المياه والكهرباء والتطهير السائل، وترميم مجموع العناصر الخشبية وعناصر التزيين وفق النمط الأصلي.