بعد صلاتي العصر والجنازة بمسجد الشهداء بالرباط، نقل جثمان الفقيدة إلى مثواها الأخير بمقبرة الشهداء حيث ووريت الثرى. وجرت هذه المراسم، على الخصوص، بحضور أفراد أسرة الفقيدة، ورئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، ورئيس مجلس النواب، ومستشاري صاحب الجلالة، وأعضاء الحكومة، ورؤساء الأحزاب السياسية، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية. وبهذه المناسبة الأليمة تليت آيات بينات من الذكر الحكيم، كما رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته التي لا تقاس، وأن يشملها بعظيم مغفرته ورضوانه، وأن يجعل مثواها فسيح جنانه وأن يثيبها الجزاء الأوفى عما أسدته لوطنها من خدمات جليلة. كما توجه الحاضرون بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبأن يقر الله جلت قدرته عين جلالته بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما تضرع الحضور إلى العلي القدير بأن يتغمد بواسع رحمته الملكين المجاهدين جلالتي المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، طيب الله ثراهما. وكان جلالة الملك قد بعث ببرقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الفقيدة أكد فيها جلالته أن وفاة الراحلة المبرورة "لا تعد خسارة لأسرتكم الموقرة فحسب، وإنما لوطنها أيضا الذي فقد فيها شخصية فذة من كبار خدام الدولة الأوفياء، نذرت حياتها، رحمها الله، لخدمة بلدها". وأضافت البرقية أن الراحلة بذلت في سبيل وطنها "الجهد الوفير والعطاء الغزير في تفان وإخلاص دونما ملل أو كلل، وفي نكران ذات عز نظيره، ووفاء مكين للعرش العلوي المجيد". واستحضر جلالة الملك، في هذه البرقية، بكل إجلال وتقدير، الخصال الإنسانية الرفيعة والروح الوطنية الصادقة التي تحلت بها الفقيدة الكبيرة، وما ظلت تجسده من حنكة كبيرة، وكفاءة عالية، أهلتها للاضطلاع بنجاح كبير بمختلف المهام السامية التي تقلدتها عن جدارة واستحقاق، على مدى عقود من الزمن، في مختلف المناصب، ولاسيما كمستشارة لجلالة الملك محمد السادس ولجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه. وكانت الفقيدة زليخة نصري أسلمت الروح إلى باريها، صباح اليوم الأربعاء بالرباط، عن سن 70 عاما، وذلك على إثر إصابتها بجلطة دماغية.