اليوم تختتم فعاليات مهرجان مراكش للسينما، الذي اختار السير قدما نحو تحقيق أهدافه، ليصير تظاهرة دولية بكل المقاييس، تشد الأنفاس، وتنتزع الاعترافات من كبار النقاد السينمائيين والسياسيين عبر العالم. وسيعرض خلال حفل الاختتام، بحضور نجوم السينما العالمية من مختلف الجنسيات، الفيلم البريطاني "كارول"، وهو إنتاج مشترك مع الولاياتالمتحدة، لمخرجه تود هاينز، وسيناريو فيليس ناغي، مقتبس عن رواية "ثمن الملح" للكاتبة الراحلة باتريشيا هايسميث، الصادرة سنة 1952. ويسلط الفيلم الدرامي والرومانسي "كارول" الضوء على العلاقات في مجتمع مدينة نيويورك، وتدور أحداثه في حقبة الخمسينيات، حول علاقة عشق شاذة وغير متوقعة، بين شابة طموحة، وامرأة متزوجة تكبرها سنا. وتجسد كيت بلانشيت دور كارول، وهي امرأة متزوجة سرعان ما تقع في حب تيريزا، التي تجسد دورها روني مارا، وهي شابة تعمل كمصورة في شركة كبرى وتحلم بحياة أفضل، وهذه العلاقة تؤثر في ما بعد على حياة كارول الزوجية. وسبق لكل من بلانشيت والممثلة التي شاركتها بطولة هذا الفيلم، روني مارا، أن حازتا العديد من الترشيحات للحصول على جائزة الأوسكار عن أدوارهما في أفلام أخرى. وكانت أقوى لحظات هذا اللقاء السنوي، الذي يعمل على نشر ثقافة سينمائية وسط شرائح واسعة من المجتمع المغربي، تكريم السينما الكندية، إحدى التجارب السينمائية الفريدة من نوعها، التي تخاطب التجارب السينمائية الطموحة لإثبات وجودها وهويتها. ومكن مهرجان مراكش من خلال هذا التكريم متتبعيه ومحبيه من عشاق الفن السابع، المغاربة والأجانب، من التمتع بجمالية هذه السينما وإبداعاتها الفكرية والثقافية، بحضور وفد من الممثلين والمخرجين الكنديين، الذين يعتبرون اليوم أفضل مثال عن حيوية هذه السينما التي لا تتوقف عن التطور. واختارت دورة 2015 من المهرجان الدولي للفيلم، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، برمجة غنية وممتعة، من خلال تنوع وقوة في أفلام المسابقة الرسمية، ولجنة التحكيم، فضلا عن مسابقة أفلام المدارس الخاصة بأفلام المعاهد والكليات والجامعات، ومنتديات للحوار السينمائي (ماستر كلاس)، التي أدارها وأطرها المخرج الإيراني عباس كيروستامي، والكوري الجنوبي بارك شان ووك، والتركي فاتح أكين. واستطاع المهرجان الدولي، على امتداد الدورات السابقة، جلب أنظار السينمائيين من مختلف أنحاء العالم، وبات واحدا من أقوى التظاهرات السينمائية في العالم العربي وإفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، كما يشكل فرصة للقاء المبدعين السينمائيين المغاربة مع نظرائهم في العالم، وفتح جسور التواصل المستمر، ومناقشة قضايا الفن السابع في المغرب والعالم.