يواصل المهرجان، ضمن برنامج عروضه لهذه السنة، تقديم أفلام بتقنية الوصف السمعي، من بينها الفيلم المغربي "جوق العميين"، لمحمد مفتكر، الذي أعد بتقنية الوصف السمعي من قبل مؤسسة المهرجان، وهو الفيلم الذي أنتج سنة 2014، وقدم في المسابقة الرسمية للدورة الماضية للمهرجان. ويجمع مفتكر، الذي نال بأول فيلم روائي طويل له الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة سنة 2010، في هذا الفيلم كبار الممثلين المغاربة من أجل فرقة موسيقية مميزة، منهم يونس ميكري، ومنى فتو، وماجدولين الإدريسي، وسليمة بنمومن، ومحمد بسطاوي، وفهد بنشمسي، وسعاد النجار. ويلخص الفيلم قصة شخصية الحسين، قائد فرقة موسيقية شعبية، يعيش رفقة زوجته حليمة في منزل يتخلله صخب كثير، مصدره ألوان وإيقاعات الفرقة الموسيقية والراقصات الشعبيات، ويضطر موسيقيو الأوركسترا، المكونة من الرجال، للتظاهر أحيانا بالعمى من أجل العمل في الحفلات المخصصة للنساء، التي تنظمها العائلات المغربية المحافظة. وتتوالى أحداث الفيلم عندما يعبر الحسين عن افتخاره بابنه ميمو، ويضحي من أجله منذ مرحلة دراسته الابتدائية ليكون الأول في الفصل، لكن الابن سيقع في حب شامة، خادمة الجيران الجديدة، وكي لا يخيب أمل والده فيه، سيزور ورقة نتائجه المدرسية. كما سيعرض بهذه التقنية الفيلمان الأمريكيان "الإغراء الأخير للمسيح" لمارتن سكورسيزي، و"يوم بلا نهاية" لهارولد راميس، والفيلم الفرنسي "مدينة الأطفال المفقودين" لجان بيير جوني ومارك كاروك، وهو إنتاج مشترك مع ألمانيا وإسبانيا، والفيلم الألماني "وجها لوجه" لفاتح أكين، إنتاج مشترك مع تركيا، والفيلم البلجيكي "ملكية عارية" لجواشيم لافوس، إنتاج مشترك مع فرنسا واللوكسمبورغ، والفيلم الكندي "السيد لزهر" لفيليب فلاردو. وتعد هذه التقنية وصفا لفظيا للمشاهد والوقفات والمقاطع المرئية الثابتة أو المتحركة، التي هي خارج نطاق التعليق أو الوصف في الأفلام، دون أن يؤثر ذلك على محتوى النص الأصلي، إذ يشمل الوصف حركات الجسم وتقاسيم الوجه والإضاءة والألوان وبيئة الحدث، بكلمات أو جمل تعبيرية مختصرة تصل عبر أجهزة استقبال وإرسال خاصة. والتزمت مؤسسة المهرجان بهذا المشروع وعملت على إنجاحه، اهتماما منها بهذه الفئة، ومكنت هذه التجربة من اكتشاف طاقات من المكفوفين في مجالات مختلفة، إضافة الى أن المغرب حقق، من خلال مؤسسة المهرجان، السبق في هذا المجال المثير للاهتمام، بتبنيه للتجربة كفعالية دائمة في برنامج هذه التظاهرة العالمية. وتتضمن الدورة 15 للمهرجان برنامجا غنيا لفائدة المكفوفين، بعرض أشرطة استعملت فيها تقنية "الوصف السمعي".