أشرف على هذه الدورة، التي عقدت من 17 إلى غاية 25 نونبر الجاري بقصر السراب بأبو ظبي، الروائي الجزائري، واسيني الأعرج، الذي ساهم في تقييم أعمال المشاركين والمشاركات وخبراتهم في مجال الكتابة والسرد، معتبرا أن دوره يكمن في تشريح فعل الكتابة لدى الشباب المشاركين في الندوة دون أن يغفل خصوصية كل كاتب وموهبته وإبداعه. وقال عبد السميع بنصابر، الكاتب المغربي الوحيد الذي شارك إلى جانب أربع مشاركات نساء من البحرين والإمارات وتونس والكويت، إن مشاركته في هذه الندوة ستعمل على تطوير تجربة الكتابة لديه، بالنظر إلى "أهمية الملاحظات التي نتلقاها من بعضنا حول نصوصنا، وإلى النقاش حول مواضيع كُبرى تهمّ الكتابة والإبداع، بشكل عام، باختلاف زوايا الرؤية، واختلاف التجارب في مجال الكتابة الروائية، التي تتراوح بين التاريخية والاجتماعية والنفسية". وأوضح بنصابر، في تصريح ل "المغربية" أن الندوة ساهمت في إذكاء حماس المشاركين للمُضي في مشاريعهم، والإقبال عليها من جديد برؤى مختلفة، منوها بدور الروائي واسيني الأعرج الذي أشرف على أشغال الورشات بكل اقتدار، وهو يناقش بدقة كل النصوص ويقدم اقتراحاته لتعزيز روح الإبداع لدى الكتاب. وعبر الكاتب الشاب عن سعادته، وهو يمثل الروائيين المغاربة في هذه الندوة السنوية الكُبرى، وكان واسيني الأعرج أبدى إعجابه بالمستوى الأدبي لنصوص الكاتب القصصية، كما نوه بمشروعه الروائي المقبل، الذي شهدت هذه الندوة ميلاده. الندوة كانت مناسبة أيضا لملامسة المعالم المغربية من خلال نصوص الكاتب المغربي، "وهذا ما دفعني إلى الإحساس بأنني أنحو بمحليّتي إلى العالمية" يقول بنصابر، مبرزا أن من ثمرات هذه الندوة، إلى جانب توطيد العلاقات بين الكُتاب والفاعلين الثقافيين، هو وعد القائمين على الندوة ب "ترجمة النصوص التي كتبناها بالورشات". وعبر عن تقديره وامتنانه للساهرين على حسن سير الورشات، وعلى رأسهم فلور مونتانارو، منسقة جائزة "البوكر"، "التي قامت بمجهود كبير لإنجاح الورشات وحسن التنظيم، إضافة إلى مشاركتها الفعالة في مناقشة النصوص المقدمة وترشيحها للترجمة إلى الإنجليزية" يقول بنصابر. للتذكير، فإن أشغال الندوة تضمنت ورشات يومية، من حوالي ثلاث ساعات مسائية، تُقرأ خلالها النصوص الروائية، ثم تناقش من قبل الكُتاب المشاركين بإشراف من الأستاذ واسيني الأعرج، مع تخصيص الأشغال الصباحية لمناقشة كل كاتب مع المشرف حول مشروعه الروائي. وتعد الندوة، حسب المنظمين، فرصة نادرة لتبادل التجارب مع كتاب شباب لهم أبعاد وخلفيات ثقافية ومجتمعية مختلفة، ما يساهم في تعزيز خبراتهم وفي إغناء إبداعاتهم، معتبرين أن "التنوع الجغرافي يثري النقاش الجماعي". شارك في الندوة إلى جانب المغربي عبد السميع بنصابر، كل من البحرينية منيرة سوار، والإماراتية ريم الكمالي، والتونسية خيرية بوبطان، والكويتية هديل الحساوي.