قد تم تكريم جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، إلى جانب عدد من الزعماء العرب الراحلين، لدورهم الكبير وإسهاماتهم في خدمة أوطانهم ونصرة الأمة العربية وقضاياها، وهم المصري جمال عبد الناصر، والسعودي الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، والفلسطيني ياسر عرفات، والإماراتي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والليبي عمر المختار، والجزائري أحمد بن بلة، واللبناني رفيق الحريري. وتسلم سفير صاحب الجلالة بالقاهرة، المندوب الدائم للمملكة لدى جامعة الدول العربية، محمد سعد العلمي، الدرع التذكاري، الذي خصصه مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة لجلالة المغفور له محمد الخامس، تكريما له على كفاحه من أجل تحرير المغرب من ربقة الاستعمار، وجهوده لنصرة قضايا الأمتين العربية والإفريقية وتحقيق تطلعاتهما إلى الحرية والاستقلال. وأبرزت كلمات ألقيت خلال هذا الحفل التكريمي مختلف المحطات النضالية والتاريخية لهؤلاء الزعماء والمجاهدين العرب، الذين كافحوا من أجل استقلال بلدانهم وناضلوا دفاعا عن كرامة شعوبهم وحماية بلدانهم، وكذا الحفاظ على استقلالها وعلى الهوية العربية والاسلامية. وفي كلمة له، أعرب سفير المملكة المغربية بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، لدى تسلمه الدرع التذكاري، الذي منح تكريما لجلالة المغفور له محمد الخامس، عن امتنان المغرب لهذا التكريم، الذي يصادف الذكرى الستين لنيل الاستقلال بعد عودة الراحل محمد الخامس من المنفى. وأكد أن جلالة المغفور له الملك محمد الخامس بطل التحرير والاستقلال، الذي استطاع أن يكرس الالتحام المتين بين ملوك المغرب وشعبه، يعد قائدا عربيا بامتياز، مذكرا بأنه اختار المنفى على الرضوخ للاستعمار ومسايرة مناوراتهم. وأضاف أن جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، فضلا عن أنه جاهد من أجل تحرير وطنه من نير الاستعمار، ساند دول المغرب العربي من أجل نيل استقلالها، إلى جانب نصرة القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، داعيا في هذا الصدد إلى أخذ العبرة والدروس من هؤلاء الرواد والزعماء للتغلب على التحديات الحالية، التي تواجه الأمة العربية. ويأتي تنظيم مهرجان الشباب العربي للثقافة والفنون وإحياء التراث من طرف مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة بتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في إطار تفعيل مبادرة المشروع القومي للشباب العربي بهدف التقريب بين الشباب والمحافظة على هويتهم العربية وتمكينهم من محاربة التطرف الفكري. وأبرز الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، في كلمة بالمناسبة، السياق الذي ينظم فيه هذا المهرجان، والذي يأتي في ظل ظروف ومتغيرات إقليمية ودولية بالغة الصعوبة، تعاني فيها الأمة العربية أشرس الحملات على ثقافتها وتراثها الأثري والتاريخي، مؤكدا على أهمية هذه التظاهرة التي تروم التعريف بالتراث العربي وإحيائه باعتباره روح وهوية الأمة الثقافية، وبلغتها وثقافتها وتقاليدها وإنجازاتها وتاريخها. ودعا في هذا الصدد المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني إلى حسن استغلال هذه القوة الفاعلة من الشباب الذين يشكلون ثروة الأمة العربية، مؤكدا ضرورة توفير سبل الرعاية والحماية والتأهيل لهم، بما يخدم بناء أوطانهم اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا. من جهتها، أكدت رئيسة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، مشيرة أبو غالي، أن تنظيم هذا المهرجان يأتي لتوحيد صفوف الشباب العربي من خلال العادات والتقاليد والتراث العربي، واستحضار عبق التاريخ والحضارة العربية المجيدة، فضلا عن التأكيد على الهوية العربية وتأصيل الموروث الوطني بشتى جوانبه. وأضافت أن هذا المهرجان يعكس حرص المجلس على إحياء التراث وتعميق الثقافة العربية والوطنية داخل عقول ووجدان الشباب العربي، استنادا إلى مبادرة تم إطلاقها برعاية الجامعة العربية، بهدف ترسيخ الهوية العربية، وإعادة توثيق التاريخ، وإحياء التراث، في محاولة من المجلس لمحاربة تغريب عقول الشباب ومسخ وطمس الهوية العربية لديهم. وستعرف هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظم من 22 إلى 28 نونبر الحالي بمدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة حوالي 500 شاب وشابة من 20 دولة عربية، تنظيم معارض لإبراز التراث الشعبي المتمثل في الصناعات اليدوية والحرفية والتقليدية، ومعارض مفتوحة للفنون التشكيلية، وعروض للأزياء التقليدية، إلى جانب ندوات ثقافية متنوعة تتضمن الجانب الفكري والإعلامي والفني والسياسي، وكذا أمسيات شعرية وعروضا فلكلورية عربية.