أصدر الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، تقريرا حول "التلقيح واللقاحات وكوفيد 19: الحقائق العلمية عن نجاحات غير مسبوقة"، وقسم التقرير إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول عنونه ب "التلقيح إنجاز طبي لا مثيل له"، والجزء الثاني "اللقاحات ضد كوفيد"، بينما الجزء الثالث فاختار له عنوان "المغرب واللقاحات ضد كوفيد". وعزز الدكتور حمضي الجزء الأول من التقرير بأرقام ومعطيات عن دور التلقيح في الحفاظ علي صحة وحياة الإنسان، والمناعة الطبيعية والمناعة باللقاح، و اللقاحات التي تحفز الجهاز المناعي ولا ترهقه. وكشف حمضي من خلال تقريره العلمي ، أن ملايين الأرواح نحافظ عليها سنويا بفضل التلقيح، وملايين أخرى نعجز عن حمايتها بسبب عدم تمكن عدد من الناس من اللقاحات الموجودة، أو بسبب عجز الطب إلى اليوم عن اكتشاف لقاحات ضد أمراض فتاكة. وأبرز المتخصص في السيايات والنظم الصحية، أن "اليوم وبعد أزيد من 200 سنة من اكتشاف التلقيح، لدينا فقط لقاحات ضد 28 مرض، وتجري الأبحاث حاليا لتوفير 200 لقاح ضد أمراض أخرى، وأنه تم القضاء نهائيا على مرض الجدري قبل 40 سنة من اليوم بفضل التلقيح، وهكذا لم يعد 5 ملايين إنسان يفقدون حياتهم كل سنة بعد القضاء على الجدري، ولا يصاب أضعاف هده الملايين من الناس بآثار ومخلفات المرض". واستعرض متحدثنا، خلال هذا الجزء مزايا التلقيح قائلا " اليوم بفضل هذا الاكتشاف المذهل، الذي هو التلقيح، نتجنب 9 ملايين وفاة سنويا، أي أزيد من 24 ألف وفاة يوميا أو 17 وفاة في الدقيقة"، مشيرا إلى أنه "إذا تمكن الطب من إيجاد اللقاحات ضد كل الأمراض الجرثومية ، فسيصير بإمكاننا انقاد 16 مليون من الأرواح الإضافية كل سنة". وتطرق حمضي في الجزء الثاني من التقرير المعنون ب " اللقاحات ضد كوفيد"، إلى أن سرعة وليس تسرع اللقاحات ضد كوفيد 19 وجدت في زمن قياسي بفضل تظافر عدة عوامل، مشيرا إلى أن بعض الناس يعتقدون أن سرعة الوصول إلى لقاحات ضد كوفيد 19 هو تسرع أو يثير الشكوك. واعتبر أن الحصول على لقاح في ظرف وجيز أقل من سنة يعتبر إنجازا علميا غير مسبوق في تاريخ الطب. وأورد الخبير في النظم الصحية في هذا الجزء ثلاث أسباب يرجع الفضل لها في هذه السرعة في الوصول إلى لقاح كوفيد 19،أولا الخسائر الاقتصادية بسبب الجائحة والتي بلغت آلاف الملايير من الدولارات، ثانيا، تتجلى في الدور المهم لتقنية حصل أصحابها على جائزة نوبل للكيمياء سنة 2017، استعملت لأول مرة في تطوير اللقاحات مع كوفيد 19، ثالثا، أن الأبحاث عن اللقاح ضد فيروس كوفيد 19 لم تنطلق من الصفر، بل انطلقت من تراكم علمي مع نسختين سابقتين من الفيروسات التاجية. ولم يفت صاحب التقرير، الحديث عن المكاسب المنتظرة من التلقيح، ذلك أنه على المستوى الفردي يتجلى في حماية صحة وحيات الناس الملقحين ضد الأمراض المستهدفة، وعلى المستوى المجتمعي في تخفيض أعداد الناس الدين ينشرون المرض، وبالتالي تحجيم الوباء ومحاصرته بفضل المناعة الجماعية، بينما على مستوى المنظومة الصحية يهم تفادي الضغط على المنظومة الصحية وعلى الأطر الصحية لمواجهة مضاعفات ومخلفات تلك الأمراض، فيما على المستوى الاقتصادي، يتعلق بتفادي الخسائر الاقتصادية الناجمة عن مصاريف وتكاليف الاستشفاء والعلاج، والإعاقات الناتجة عن هذه الأمراض. وبخصوص درجة أمان وفعالية اللقاحات ضد كوفيد 19، يؤكد حمضي "اليوم هناك أزيد من 200 لقاح ضد كوفيد قيد الدرس أو التجريب، وحوالي 50 منها في مرحلة الدراسات السريرية أي على البشر، 12 منها في المرحلة الثالثة أو أنهتها، والنتائج المعلنة لحد اليوم تؤكد درجة عالية من الأمان والفعالية، ذلك أن آثار جانبية قليلة وبسيطة، وفعالية تفوق 90 في المائة، وهو ما لم يكن يتوقعه حتى الأكثر الباحثين تفاؤلا". وأما في ما يتعلق بالجزء الثالث المعنون ب "المغرب واللقاحات ضد كوفيد"، فقال حمضي، أن المغرب تعاقد مع شركة سينوفارم لإجراء أبحاث المرحلة الثالثة على اللقاح من ضمن عدة بلدان أخرى، وتزويد المغرب بهده اللقاحات عند ثبوت سلامتها ونجاعتها، ونقل التكنولوجيا لإنتاج اللقاح بالمغرب. وأكد أن الأبحاث أجريت بالمغرب على 600 متطوع ولم تسجل أية آثار جانبية خطيرة، بل فقط آثار بسيطة معروفة ومتوقعة من قبيل حمى بسيطة وألام خفيفة واحمرار في موقع أخذ اللقاح،وهي ن الآثار الجانبية نفسها التي سجلت في الدول الأخرى.