وقعت المؤسسة الوطنية للمتاحف والوكالة الفرنسية للتنمية، بالرباط، على اتفاقية منحة بقيمة 300 ألف أورو تهدف إلى تمويل برنامج تدريبي لمهن التحافة والتراث لعموم إفريقيا. ووقع هذه الاتفاقية، أمس الاثنين، كل من وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، ومدير مكتب الوكالة الفرنسية للتنمية بالمغرب، ميهوب مزواغي. وتروم هذه الاتفاقية التي ستمكن المؤسسة الوطنية للمتاحف من تعزيز مكانتها كمفترق طرق للمعارف الإفريقية في مجال الحفاظ على التراث والهندسة الثقافية، تنفيذ برنامج لبناء القدرات وتبادل الخبرات في إطار التعاون بين البلدان الإفريقية، مع تعبئة خبراء من فرنسا ومن بلدان غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية، بهدف تبادل الخبرات والممارسات الفضلى وإنشاء شبكة من الخبراء الأفارقة في مجال المهن المتعلقة بالمتاحف والتراث. وفي كلمة له خلال حفل التوقيع على هذه الاتفاقية، أكد قطبي إرادة جلالة الملك محمد السادس جعل الثقافة أولوية وطنية، باعتبارها وسيلة لتعزيز اللحمة الوطنية ومرآة لهويتها وأصالتها. وأبرز قطبي ثراء التاريخ الثقافي للمملكة بروافده المتعددة، والذي يشكل "جسرا حقيقيا بين إفريقيا وأوروبا"، مؤكدا أن المؤسسة الوطنية للمتاحف تحظى على الصعيد الدولي بسمعة ومكانة تعززان العلاقة الوثيقة والأخوية التي تجمعها بمؤسسات دولية وفرنسية نسجت معها أواصر تعاون بناء، من بينها متحف اللوفر ومتحف أورساي ومتحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية ومركز بومبيدو ومعهد العالم العربي بباريس. وفي هذا الصدد، ذكر قطبي بأن المؤسسة استضافت أسماء لامعة في مجال الفن التشكيلي بالمغرب، مما أتاح للمغاربة اكتشاف فنانين مشهورين مثل رينوار وماني وبيكاسو وغويا، بالإضافة إلى فنانين أفارقة مشهورين بصموا، من خلال أعمالهم، العلاقة التاريخية والأخوية التي تجمع المغرب بالقارة الإفريقية. واعتبر أنه في ظل سيادة عدم اليقين والضغائن وعدم التفاهم عبر العالم، يجب أن تحتل الثقافة مكانة أكبر للإسهام في تبديد سوء التفاهم، وأن "من الواجب علينا أن نتحد ونثبت إنسانيتنا من خلال التقاسم والحوار والتبادل". من جهته، قال مزواغي، إن اتفاقية الشراكة هذه مع المؤسسة الوطنية للمتاحف تهدف إلى تشكيل شبكة من الخبراء الأفارقة تعنى بتدبير وصون الأعمال الفنية والتراث الثقافي عموما. وأوضح أن هذه الشبكة ستعمل على تعبئة حوالي ثلاثين خبيرا من القارة الإفريقية ومن فرنسا من أجل تعزيز تبادل الخبرات وتعزيز القدرات والكفاءات التي يتم تشكيلها حاليا في القارة، مبرزا أهمية مواكبة الوكالة الفرنسية للتنمية لشركائها الأفارقة في إدارة هذه الشبكة وتنظيمها. وأوضح مزواغي أن دور المؤسسة الوطنية للمتاحف، في إطار هذه الشراكة، يتمثل في تنشيط وتنسيق شبكة الخبراء هذه في القارة الإفريقية. وأكد أن "المغرب بحكم موقعه وخبرته يتمتع بقدرات مشهود بها دوليا في مجال هندسة المتاحف". وتميز حفل التوقيع على الاتفاقية، على الخصوص، بحضور سفيرة فرنسا بالرباط، هيلين لوغال، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ الفرنسي، كريستيان كامبون، والمديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب، كليليا شوفريي كولاكو.