“آفاق جديدة”.. عبارة اختارها السفير الفرنسي بالمغرب، جون فرانسوا جيرو، للإعلان عن إطلاق الموسم الثقافي الجديد برسم 2019، للمعهد الفرنسي عبر فروعه ال 12 بالمملكة، ليشكل هذا العنوان، بذلك، تعبيرا عن بحث متجدد لمواصلة الدينامية العالية التي تطبع العلاقات التاريخية والاستثنائية بين كل من المغرب وفرنسا. وقال السفير الفرنسي في كلمة ألقاها خلال حفل نظمه بمقر إقامته بالرباط، يوم الجمعة الماضي، حضره الكتاب العامون لعدد من القطاعات الوزارية، ورؤساء عدد من المؤسسات الوطنية، ونخبة من المثقفين والفنانين المنتمين لمختلف المجالات الإبداعية، وممثلو وسائل الإعلام، إن “الثقافة ضياء يخصب الكون وينسج العلاقات ويفتح الآفاق، كما يؤسس جسورا بين القارات والأجيال، بل بين البشر”، مستطردا بالتأكيد على أن “الثقافة مكون أساسي يتموقع في قلب العلاقات الاستثنائية التي تجمع المغرب بفرنسا”. وأضاف أن البلدين يتقاسمان العديد من نقط التقارب في مجال الثقافة والفن، وأنه في إطار هذه الروح التي تتأسس عليها العلاقات الثنائية، اختير للموسم الثقافي لهذه السنة عنوان “آفاق جديدة” والذي يمثل دعوة من أجل استشراف المستقبل وتجاوز الحدود، بل لتأكيد إصرار فرنسا على البقاء منفتحة على العالم في وقت تغلق فيه الحدود وتشيد فيه الجدران”. وأشار في هذا الصدد، على أن الفكرة الأساسية التي تتمحور حولها “آفاق جديدة”، ترنو تجديد التذكير بالدور القيادي للخيال والابتكار، في سبر المستقبل والسير نحو تحقيق التقدم، ذلك أنه بفضل الثقافة والفن والأفكار يمكن تشييد عالم يعمه التفاهم والحوار والإنسانية، مبرزا، في هذا الصدد، أن الموسم الثقافي الجديد اختير له برنامج غني من شأنه أن يتيح تنقل الأفكار والمعارف بما فيها التي ترتبط بالتقنيات الحديثة. ومن جهتها ، ذكرت المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب، كليليا شوفريي كولاكو، أن الموعد التقليدي للعمل الفني الفرنسي بالمغرب يتميز هذه السنة بخصوصية تقديم مستجدات وإبداعات كثيرة للمثقفين، مؤكدة أن برمجة سنة 2019 لا تنحصر في العرض فحسب، بل تدمج أيضا الإنتاج المشترك مع فنانين مغاربة، ومواكبة الجمعيات الثقافية المغربية في تنمية قدراتها، وكذا النهوض بالتبادل بين الفنانين الفرنسيين والمغاربة. وأفادت أن المعهد الفرنسي الذي دأبت أنشطته على أن تجمع سنويا نحو 300 ألف شخص، سيواصل خلال هذا الموسم تعزيز تعاونه مع المؤسسات المغربية وشراكته مع الوسط الثقافي والتضامني المغربي، مشيرة إلى أن المعهد يسعى من خلال برنامج غني ومتنوع خلال هذا الموسم إلى الارتقاء بالفنون والأفكار والإبداعات. وعددت في هذا الصدد المحطات الأساسية للموسم الثقافي الجديد والتي تتوزع على عدة مجالات تجمع بين الندوات والنقاشات الفكرية والأعمال الإبداعية والفنية بمختلف أصنافها، مشيرة في هذا الصدد إلى مواعيد الأمسيات التي باتت سنوية، مثل ليلة الفلاسفة، وليالي رمضان، والليلة الإلكترونية، حيث سيتم عرض العديد من كبريات الأعمال الفرنسية في مجال الفنون التعبيرية من بينها أعمال مصممي الرقصات فيليب ديكوفليه وهرفي كوبي. كما ستحضر الموسيقى الكلاسيكية مع العازف مارك كوبيه. وسيضرب للشباب موعدا مع فيا مينارد وعرضها الجميل L'après-midi d'un foehn بالإضافة إلى المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس وربيع كتب الشباب La Cigogne volubile. ومن المقرر أن يشهد الموسم عرض أفضل أعمال السينما الفرنسية، حيث سيكون للجمهور موعد مع عرض نحو أربعين فيلما على مدار السنة حصريا بقاعات المعاهد الفرنسية وقاعات السينما الشريكة. أما على صعيد الفنون المرئية، فستستضيف مدينة الرباط معرض Couleurs de l'impressionnisme المدعوم من قبل المؤسسة الوطنية لمتاحف المغرب بشراكة مع المعهد الفرنسي، كما سيتم إتاحة الفرصة للجمهور للالتقاء بحوالي خمسين مؤلفا عبر أعمالهم المعروضة حول القصص المصورة الجديدة في العالم العربي بعدة مدن. كما يتضمن برنامج الموسم الثقافي لهذه السنة أنشطة أخرى عديدة تهم المتحف الافتراضي والمسرح والرقص والموسيقى والسينما والفنون البصرية والأدب والنقاش وتوقيعات فرنسية، لفتح مجال التعاون والتضامن الموسع.