سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لأول مرة..إطلاق تطبيق رقمي خاص بالنساء ضحايا العنف الرقمي Stop violence numérique سعاد الطاوسي: الهدف تشجيع المرأة على البوح عبر نفس الفضاء المستعمل لتعنيفها
أطلقت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، تطبيقا رقميا جديدا تحت اسم Stop violence numérique وذلك لتعزيز جهود مكافحة العنف الرقمي ضد النساء. ويأتي إطلاق هذا التطبيق الجديد في إطار مشروع الجمعية "سطوب العنف الرقمي" وذلك بدعم من سفارة المملكة الهولندية بالمغرب. وقالت سعاد الطاوسي، خبيرة في مقاربة النوع ومناضلة بجمعية التحدي للمساواة والمناصفة "فكرة إطلاق الجمعية للتطبيق هي وليدة ما يتم رصده بشكل يومي من معاناة النساء بسبب العنف الرقمي. ذلك يؤكد على تنامي العنف الرقمي، وغياب آليات سريعة لمساعدة النساء على فضح العنف الرقمي، وضعف التوعية وغياب المعلومة حول التصدي لهذا المشكل". وأضافت الطاوسي في تصريح ل "الصحراء المغربية" أن "الجمعية لاحظت صعوبة تعامل المرأة مع طبيعة هذا العنف المستمر في الزمن، لأنه عنف يخترق الخصوصية الحميمية للمرأة وليست بمنأى عنه حتى وإن كانت وسط أسرتها وداخل جدران، فكان لابد من التفكير في الحماية بنفس الملابسات". وأبرزت الطاوسي أن الهدف من التطبيق هو "تشجيع المرأة على البوح لحظة تعرضها للعنف عبر نفس الفضاء المستعمل لتعنيفها، وأيضا رصد العنف الرقمي لتطبيق رقمي لتشخيصه، وإبراز مدى انتشاره من أجل الضغط على الدولة للتدخل والوقاية والحماية منه"، مؤكدة أن "الدوافع وراء إطلاق الحملة هي نفسها أهدافها للمساهمة في الحد من العنف الرقمي". وبالنسبة لحصيلة هذا العنف بالأرقام، لفتت الطاوسي إلى أن "العنف الرقمي لازال مسكوتا عنه"، وبالنظر لآثاره وانعكاساته على الصحة النفسية للمرأة، أرتأت الجمعية أن "يتم التطبيع معه وقبوله كواقع، خصوصا أن الإحساس بالذنب يرد معه، من جهة، ومن جهة أخرى يعتبر ممتدا في الزمن، وخارقا للخصوصية". وأوضحت الخبيرة أن "أي امرأة تتوفر على الهاتف أو الحاسوب وتتعامل مع الوسائل الرقمية معرضة لهذا العنف باعتباره واقعا افتراضيا أمام عالم افتراضي لا يخضع للقانون"، مشددة على أن الجمعية تسعى من هذا التطبيق للتأكيد على أن "العالم الافتراضي شأنه شأن العالم الواقعي يخضع لقوانين ومسار تنظيمية تكفل الحماية"، قائلة "هذا دورنا في التوعية والتحسيس والدعوة إلى تطبيق القانون واحترام كرامة ومواطنة المرأة، والنهوض بوعي المجتمع على اعتبار أن كل العلاقات سواء على مستوى الواقعي أو الافتراضي هي منظمة بقوانين وتدابير من شأنها توفير الوقاية والحماية والزجر في حالة الإخلال بها للمواطن والمواطنة". وأكدت أن التطبيق هو واحد من الآليات التي وضعتها الجمعية لمناهضة العنف الرقمي وليس الوحيد بل هناك وحدة متنقلة لتجميع المعطيات في صفوف المؤسسات التعليمية، وقناة على "يوتيوب" للتوعية بأخطار العنف الرقمي عبر بث حلقات بعنوان "قانون بسمة"، بالإضافة إلى كل الخدمات الممكنة والتي تعبر النساء عن احتياجها لها. يأتي المولود الجديد، حسب الجمعية، ليثري المنظومة الوطنية لمحاربة عنف النوع، وليؤكد الدور الطليعي للمجتمع المدني وقدرته على اقتراح أجوبة وحلول عملية وذكية تواكب التطور الخطير لظاهرة العنف الرقمي ضد النساء. واعتبرت الجمعية، حسب بلاغ لها، أن " Stop violence numérique " تطبيق مبتكر، سهل التحميل والاستعمال، يعتمد لغة تفاعلية بسيطة، حيث يمكن للنساء ضحايا العنف الرقمي، من خلالها، وضع شكاياتهن مصحوبة بالمطالب بكل سلاسة ودون تعقيدات. وتعمل جمعية التحدي للمساواة والمواطنة بعد ذلك، على المعالجة المباشرة للشكاية، أو إحالتها إلى السلطات المختصة مع الالتزام التام بمتابعة المسار القانوني للشكاية بتنسيق مع المعنية بالأمر. بالإضافة إلى ذلك، تقول الجمعية إن Stop violence numérique تطبيق مصمم لتزويد ضحايا العنف الرقمي وجميع الزوار ببيانات ومعلومات غنية وعملية تشمل، نصوصا تشريعية، أحكاما ومساطر قانونية، بالإضافة إلى أسماء، أرقام، وعناوين مختلف الجهات المتدخلة. كما يوفر التطبيق عددا من النصائح المفيدة للنساء من الضحايا الفعليين أو المحتملين عن كيفية التعاطي مع العنف الرقمي.