دعت ثلاثة جمعيات ناشطة في مجال تقليص المخاطر لفائدة الأشخاص مستعملي المخدرات الحكومة إلى وضع سياسة صحية تهدف إلى انقاد مستعملي المخدرات من الموت جراء الجرعات الزائدة. وطالبت جمعية محاربة السيدا، والجمعية الوطنية للتقليص من مخاطر المخدرات، وجمعية "حسنونة" لمساندة متعاطي المخدرات، في بلاغ لهم بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من الجرعات الزائدة الذي يصادف نهاية غشت من كل سنة، إلى بلورة آليات رصد أسباب وفاة الأشخاص مستعملي المخدرات، وضمان توزيع موسع لدواء "نالكسون" لفائدة المتدخلين الميدانيين ولمستعملي المخدرات، على اعتبار أنه الآلية الوحيدة الكفيلة بإنقاذ حياة المهددين بالجرعة الزائدة، وخلق وحدة للتواصل والتدخل الاستعجالي مع اشراك ممثلي مستخدمي المخدرات، وتكوين وتحسيس جميع الفاعلين من مهنيي الصحة أو متدخلين من المجتمع المدني حول التشخيص والوقاية والتكفل بالمصابين بالجرعة الزائدة من المخدرات. كما دعت الحكومة إلى رفع كل القيود الإدارية والتقنية التي لازالت تأخر الإعمال الفعلي على أرض الواقع، للتوصيات التي أفرزتها الاستشارة الدولية لفائدة وزارة الصحة، منذ ما يناهز ثلاث سنوات، بما يتضمنه ذلك من توزيع علمي لترياق يضمن استعماله في عين المكان وبشكل استعجالي، ويمكن من انقاذ حياة المتعرضين للجرعة الزائدة. وتخلد الجمعيات الثلاثة هذا اليوم العالمي بشراكة مع وزارة الصحة، وانسجاما مع برامجها الرامية إلى تقليص مخاطر الإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة وفيروس الالتهاب الكبدي لدى الأشخاص مستعملي المخدرات، وضمن أنشطة المرافعة بحقوق هذه الشريحة من أجل مناهضة الوصم والتمييز الذي يطالهم، وللاعتراف بالحزن الذي تشعر به الجمعيات بمعية العائلات والأصدقاء الذين يتذكرون أولئك الذين لقوا حتفهم بسبب جرعة زائدة من المخدرات كان بالإمكان الوقاية منها. ويشكل اليوم العالمي، بحسب بلاغ لهم، مناسبة للجمعيات للتوعية بخطورة الجرعات الزائدة والحد من عدد الوفيات الناجمة عنها، في ظل وضع يتسم بتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد وما رافقه من اجراءات احترازية "انعكست بشكل مباشر على مستعملي المخدرات وجعلتهم عرضة للزجر، وما يترتب عنه من حد للولوج لخدمات الحد من المخاطر المرتبطة باستعمال المخدرات. وعرضة كذلك للموت بجرعة زائدة في ظل حرمانهم من ترياق في أماكن الاستعمال، وعدم اعتماد السياسات التي ترمي إلى مجابهة الوصم والتمييز الذي يطالهم". وأضاف البلاغ "أضحى مستعملو المخدرات، بين مطرقة الاجراءات الجزرية وسندان الموت الجائر بالجرعة الزائدة"، مبرزا أن المعطيات المحصلة من طرف الفرق الميدانية، للجمعيات الناشطة في المجال الصحي، تؤكد على تصاعد عدد حالات الجرعة الزائدة بمواقع التعاطي في غياب بلور آليات لرصد عدد الوفيات التي سببتها الجرعات الزائدة.