شكل الوضع الوبائي بمدينة فاس والجهة في الأيام الأخيرة، تحولا ملحوظا بعدما سجل ارتفاع يومي في عدد حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19، خلال فترة عيد الأضحى، بالرغم من دعوات السلطات العمومية والصحية المواطنين إلى إلتزام الحيطة والحذر والتقليل من التنقل. وسجلت جهة فاسمكناس لأول مرة أيام 29 و30 و31 يوليوز، و01 غشت الجاري، ارتفاعا غير مسبوق في عدد الإصابات بالفيروس تخطى عتبة 200 حالة يوميا، واحتلت مدينة فاس الصف الأول في قائمة الأقاليم بجهة فاسمكناس التي عرفت حالات إصابة متزايدة تجاوزت 100 حالة يوميا، ويومي 30 و31 يوليوز تجاوزت عدد حالات الإصابة بفاس حاجز مائتي حالة. الارتفاع في عدد الحالات على الصعيد الوطني قاد السلطات العمومية إلى إصدار بلاغ مشترك بين وزارتي الداخلية والصحة يوم الأحد 26 يوليوز الماضي، منع فيه التنقل من وإلى ثمانية مدن مغربية، من بينها مدينتي فاسومكناس، بعد تسجيل ارتفاع في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، هذا القرار بمنع التنقل، دفع السلطات المحلية بمدينة فاس إلى إصدار قرار يوم 27 يوليوز، يقضي بإغلاق جميع المحلات من مقاهي ومطاعم ومزاولي الأنشطة التجارية والاقتصادية يوميا في الثامنة مساء. جريدة "الصحراء المغربية" تابعت تداعيات قرار إغلاق المحلات يوميا في الثامنة مساء، إذ أكد عدد كبير من المهنيين تضررهم من قرار السلطات المحلية بإغلاق محلاتهم في التوقيت المذكور، مبررين ذلك بتزامن وقت الإغلاق مع ذروة الأنشطة في هذا الوقت، إذ تصبح المقاهي مملوءة عن آخرها والشيء نفسه بالنسبة للمطاعم والمراكز التجارية وغيرها، والتي تعرف إقبالا ملحوظا بسبب الطقس الحار الذي تشهده مدينة فاس ومناطق مجاورة لها بجهة فاسمكناس. وعبر بعض مهنيي النقل خاصة سيارات الأجرة الصغيرة (الصنف الثاني) عن تضررهم المباشر من قرار إغلاق المحلات في الثامنة مساء، إذ تقل حركة التنقل بين مختلف الأحياء، ويضطر معظم الناس إلى الاستنجاد بأقرب حديقة عمومية عوض أداء ثمن سيارة أجرة إلى وجهة بعيدة، وشكل قرار منع التنقل من وإلى مدينة فاس بالنسبة لمجموعة من العاملين والمستخدمين صدمة كبيرة حسب آراء استقتها الجريدة، وعبر مجموعة من العاملين في محلات تجارية عن أسفهم من القرار الذي حرمهم من لقاء الوالدين خاصة بالنسبة للعاملين الذين تركوا أسرهم في مناطق بعيدة بالجنوب، معتبرين أن عيد الأضحى بالنسبة إليهم غير مكتمل بدون لقاء الأهل والأحباب. وسجلت "الصحراء المغربية" منذ بدء تنفيذ القرار في 27 يوليوز الأخير، اضطرار أصحاب المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية إلى إغلاق محلاتهم على مضض مذكرين زبناءهم ساعة قبل الإغلاق بالموعد المحدد من طرف السلطات المحلية، في حين رفضت محلات شعبية ببعض الأحياء مثل (اعوينات الحجاج) وغيرها هذا القرار، حيث تظل الأنشطة التجارية قائمة والمحلات مفتوحة إلى ساعات متأخرة من الليل. وبخلاف المناطق التي لم يشملها قرار منع التنقل، وجد مواطنون كانوا يرغبون في قضاء جزء قصير من العطلة الصيفية بشمال المملكة أو جنوبها، أنفسهم مضطرين إلى إلغاء حجوزاتهم في الفنادق بسبب قرار منع التنقل، آملين في انفراج الأجواء والتحكم في الوضع الوبائي، ليتمكنوا من السفر بسلام وأمان لتجديد نشاطهم والاستمتاع بجمال وسحر الطبيعة المغربية. ومن جهة أخرى علمت الجريدة، أن السلطات الصحية بمدينة فاس استعانت بأحد الأحياء الجامعية بمدينة فاس بعد تأهيلها وتجهيزها، وتم تحويلها إلى مستشفى ميداني تعالج فيه الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد.