على غرار مكونات النسيج الجمعوي بمختلف جهات المملكة، انخرط المجتمع المدني بمدينة مراكش بشكل قوي، قصد مد يد العون للصناع التقليديين في هذه الظرفية الاستثنائية التي تمر منها المملكة، والمتسمة بانتشار فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19). وهكذا، تم اتخاذ جملة من المبادرات من طرف مركز التنمية لجهة تانسيفت، استهدفت الحرفيين والحرفيات، غير المسجلين بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وغير المتوفرين على بطاقة "الراميد"، بهدف المساعدة والمساهمة في الجهود التضامنية على المستوى الوطني والرامية إلى الحد من انتشار هذا الوباء، والتخفيف من تداعياته السوسيو-اقتصادية بتوزيع مساعدات غذائية لفائدة الصناع التقليديين الأعضاء بجمعية "نساء حرفيات" و"جمعية النهضة للصناع التقليديين". وفي هذا الصدد، قام المركز بتوزيع أزيد من 750 قفة غذائية بعمالة مراكش وأقاليم الحوز والرحامنة وشيشاوة بتنسيق مع السلطات المحلية وجمعية "مفتاح الخير". وتعكس هذه المبادرات النبيلة والمواطنة، التي تزايدت على صعيد عمالة مراكش في هذه الظرفية المتميزة بحالة الطوارئ الصحية وتدابير الحجر المنزلي، روح الوطنية والتطوع والحس العالي للمواطنة التي أبان عنها بشكل مستمر فاعلو المجتمع المدني، من أجل تكريس متزايد لقيم التعاون والتضامن المتجذرة في المجتمع المغربي. وحسب أحمد الشهبوني رئيس مركز التنمية لجهة تانسيفت، فإن قطاع الصناعة التقليدية يمثل أحد نقاط القوة الاقتصادية لجهة مراكشآسفي، باعتباره قطاعا مدرا للدخل لحوالي 40 ألف صانع وصانعة، مشيرا الى أن هذه الفئة من الصناع التقليديين لا تتوفر على حماية اجتماعية، وتضررت بشكل كبير جراء تداعيات فيروس كورونا المستجد، منوها بأصحاب النوايا الحسنة الذين ساهموا في هذه المبادرة المحمودة. وكان مركز التنمية لجهة تانسيفت، الذي انخرط في الجهود التضامنية الرامية إلى مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والحد من تداعياته، خصص مساعدات تتضمن مختلف المواد الغذائية الأساسية لدعم رواد الحلقة بساحة جامع الفناء ضمنهم حكواتيون ومنشطو الحلقة، وكذا أعضاء المجموعات الفنية للدقة المراكشية والهواريات، ويتوخى من هذه العملية الإنسانية التخفيف من تداعيات جائحة كورونا على رواد الحلقة الذين يعتمدون بشكل أساسي على الإبداعات الفنية التي يقدمونها بساحة جامع الفنا، وفي حاجة ماسة إلى مبادرات من هذا الحجم قصد دعمها ومساندتها.