انخرط المجتمع المدني بقلعة السراغنة بشكل قوي، قصد مد يد العون للأسر التي تقطن ببعض الجماعات القروية المتضررة من الفيضانات التي تسببت فيها الأمطار الأخيرة، خصوصا في هذه الظرفية الاستثنائية التي تمر منها المملكة، والمتسمة بانتشار فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، وذلك على غرار باقي مكونات النسيج الجمعوي بمختلف جهات المملكة. وفي هدا الإطار، تم اتخاذ جملة من المبادرات من طرف الفاعلين الجمعويين بقلعة السراغنة بهدف المساعدة والمساهمة في الجهود التضامنية الرامية إلى دعم الأسر المتضررة من السيول التي اجتاحت عددا من المنازل مخلفة خسائر في العمران ونفوق الماشية. وتعكس هذه المبادرات النبيلة والمواطنة، التي تزايدت على صعيد الإقليم في هذه الظرفية المتميزة بحالة الطوارئ الصحية وتدابير الحجر المنزلي، روح الوطنية والتطوع والحس العالي للمواطنة التي أبان عنها بشكل مستمر فاعلو المجتمع المدني، من أجل تكريس متزايد لقيم التعاون والتضامن المتجذرة في المجتمع المغربي. وبادرت جمعية منتدى سفراء الخير بتوزيع مساعدات غذائية وأغطية وملابس على حوالي 22 أسرة تقطن بجماعة الدشرة بالإقليم، وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية، من أجل التخفيف من التداعيات الاجتماعية لهاته الفيضانات على الأسر، خاصة وأنها تتزامن مع شهر رمضان والظرفية الوبائية لفيروس "كورونا"، والتخفيف من تداعياته السوسيو-اقتصادية على الأسر المتضررة. وتترجم هذه العمليات الإحسانية أيضا، الانخراط المثالي والراسخ لسكان قلعة السراغنة للعمل بشكل ناجع وفعال لفائدة مواطنيهم المعوزين والمتضررين، وتقديم مساهماتهم للجهود الكبرى المبذولة في مختلف الميادين والمبادرات المتعددة عبر البلاد، لتجاوز هذه الأزمة الصحية في أسرع وقت ممكن والخروج منها بأقل الخسائر. وخلفت هذه المبادرة الإنسانية استحسانا كبيرا في أوساط الأسر المتضررة، خصوصا وأن مثل هذه المبادرات يكون لها الوقع الحسن في نفوس الساكنة، معبرة عن أملها في تجاوز تداعيات جائحة فيروس "كورونا" والعودة إلى الحياة العادية. وحسب مصطفى الزين منسق جمعية منتدى سفراء الخير، فإن هذه الحملة التضامنية تتوخى إيصال رسالة تنمية وإشاعة روح التضامن والتكافل بين فئات المجتمع في مثل هذه الظروف العصيبة. وأضاف الزين أن هذه المساعدات تتضمن توفير المستلزمات الضرورية للأسر المتضررة من أغطية وأواني منزلية ومواد غذائية لعلها تخفف من وضعيتهم المنكوبة.