أفادت الدكتورة سارة بلالي، عضو فريق البروفيسور ديديه راوولت" بالمعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا، في حوار ل"الصحراء المغربية"، أن خطة مكافحة "كورونا" في المغرب من أذكى الاستراتيجيات التي اتخذتها المملكة، والتي يشهد بها عدد كبير من الدول. وقالت بلالي، إن المغرب كان سباقا لإغلاق الحدود ولم يتردد في استعمال البروتوكول العلاجي الذي اقترحه البروفيسور "ديديه راوولت"، إذ يبحث عن أي وسيلة لإنقاذ أرواح المغاربة، فسارع إلى مبادرة اقتناء الدواء من شركة "سانوفي"، كما عمل على اشراك القوات المسلحة والدرك الملكي وكل الطاقات من أجل مكافحة هذه الجائحة. وتحدث عن أن المغرب اليوم، يصمم أعدادا هائلة من الكمامات، في حين هناك دول أخرى، مثل فرنسا، وغيرها لديها نقص كبير منها. فرغم قلة أدوات التشخيص، وهو المشكل الذي يعاني منه عدد كبير من الدول المتقدمة، فإن المغرب سيخرج منتصرا بأقل الخسائر، تضيف سارة بلالي. واعتبرت هذه الأزمة الصحية، دافعا للاهتمام بالقطاع الصحي وتطوير البحث العلمي، معبرة عن افتخارها بالوحدة الوطنية في في مواجهة هذه الأزمة. وذكرت أن المغرب اتخذ أذكى استراتيجية حربية ضد وباء قاتل، بينما تناقش دول أخرى فعالية الأدوية وتنتظر نتائج التجارب السريرية التي تأخذ وقتا هائلا، بينما الظرفية الحالية لا تسمح بذلك، إذ أن كل تأخير يدفع ثمنه أبرياء. ومن جهة أخرى، أشارت سارة بلالي إلى أن فريقها المكلف بالمجهر الالكتروني، التابع للبروفيسور "ديديه راوولت"، يباشر حاليا مجموعة من الدراسات، على هامش انتشار جائحة "كورونا"، تهم دراسة تكاثر الفيروس داخل الخلية ودورة حياته داخلها، إلى جانب دراسة تأثير البروتوكول العلاجي المزدوج المكون من "الهيدروكسيكلوروكين"و"الأزيتروميسيسن"، التي يجري الإعداد لنشر نتائجها في مجلات علمية. في البداية، نود التعرف عن الدكتورة سارة بلالي ومسارها العلمي؟ سارة بلالي، أبلغ من العمر28 سنة، من مدينة الدارالبيضاء. درست في مؤسسات التعليم العمومي، حاصلة على شهادة الباكالوريا، تخصص علوم فيزيائية سنة 2010، تابعت دراستي الجامعية بكلية العلوم ابن امسيك في مدينة الدارالبيضاء. حصلت على ماستر دولي، تخصص علوم الصحة والتنمية في المغرب سنة 2015، ثم حصلت على الدكتوراه في علم الأحياء الدقيقة تحت إشراف البروفيسور الفرنسي "ديدي راوولت" سنة 2019، وتمكنت خلال بحث الدكتوراه من تسجيل براءة اختراع واكتشاف بكتيريات معوية جديدة. أنتم تنتمون إلى فريق البروفيسور ديديه راوولت، ما الدور الذي تؤدونه لأ جل مكافحة جائحة "كورونا" في هذه الظرفية الحالية؟ فريق البروفيسور "ديديه راوولت"، يتكون من عدة فرق لكل واحدة منها مهمة خاصة، وكل فريق يكمل الآخر. وأنا أشتغل ضمن فريق المجهر الالكتروني، حيث ندرس جميع العينات بواسطة المجهر الذي يمكننا من رؤية جميع المكونات، بحيث يمكننا أن نفرق بين الفيروسات انطلاقا من شكلها. إلى جانب دراستنا لتكاثر الفيروس داخل الخلية، ودراسة دورة حياة الفيروس داخل الخلية. و في إطار هذا الفريق، ندرس أيضا، تأثير البروتوكول العلاجي المزدوج المكون من "الهيدروكسيكلوروكين"و"الأزيتروميسيسن". وحاليا، نحن بصدد نشر نتائج هذه الدراسات في مجلات علمية. ما نوعية الأعمال البحثية التي تجرونها حاليا لأجل علاج مرضى "كوفيد19". حاليا، يجري العمل بالبروتوكول العلاجي المزدوج المكون من "الهيدروكسيكلوروكين"و"الأزيتروميسيسن"، والذي تم إعطاؤه لقرابة3 آلاف مصاب ب"كوفيد19"، توفي منهم فقط 12 شخصا، وهذا المعطى قوي جدا. في مدينة مرسيليا، نسجل أقل عدد من الوفيات جراء الفيروس، 100 وفاة إلى غاية كتابة هذه الأسطر، مقارنة مع العدد الإجمالي لوفيات فرنسا بسبب المرض، بعد أن سجلت أكثر من 20 ألف وفاة، وهو عدد كبير جدا. ففي آخر دراسة، التي همت 1061 مريضا، والتي عرضت نتائجها على الرئيس الفرنسي أثناء زيارته للمعهد الاستشفائي الجامعي، والتي بينت فعالية العلاج، إذ سجلت نسبة وفيات 0,5، وهو ما يعادل 5 وفيات من أصل 1061 مريضا. حاليا عدد الوفيات وعدد الإصابات في مدينة مرسيليا انخفض بشكل كبير. آخر الإحصائيات، بينت أن 50 في المائة من الأطباء يستعملون "الأزيثروميسين" و"الهيدروكسيكلوروكين" وهذا يبين فعالية العلاج. ما تقييمكم للخطة التي اعتمدها المغرب لعلاج مرضى "كوفيد19"؟ خطة مكافحة "كورونا" في المغرب من أذكى الاستراتيجيات التي اتخذتها المملكة، والتي يشهد بها عدد كبير من الدول. فالمغرب كان سباقا لإغلاق الحدود ولم يتردد في استعمال البروتوكول العلاجي الذي اقترحه البروفيسور "ديديه راوولت". المغرب يبحث عن أي وسيلة لإنقاذ أرواح المغاربة، فسارع إلى مبادرة اقتناء الدواء من شركة "سانوفي"، كما عمل على انخراط القوات المسلحة والدرك الملكي وكل الطاقات من أجل مكافحة هذه الجائحة. المغرب اليوم، يصمم أعدادا هائلة من الكمامات، في حين هناك دول أخرى، مثل فرنسا، وغيرها لديها نقص كبير منها. فرغم قلة أدوات التشخيص، وهو المشكل الذي يعاني منه عدد كبير من الدول المتقدمة، فيمكن أن نقول إن المغرب سيخرج منتصرا بأقل الخسائر. الدكتورة بلالي من أبناء المغرب الذي يفتخر بهم خارج الوطن، كيف تنظرون إلى الكفاءات الوطنية؟ المغاربة شعب ذكي، وهم في جميع أنحاء العالم يحتلون وظائف مهمة. نحن المغاربة في الخارج، نعتبر سفراء بلادنا، بحيث لا نمثل شخصا واحدا وإنما نمثل المغرب كله، لأننا البوابة التي من خلالها يتعرف الآخرون على المغرب. فنحن لدينا مسؤولية كبيرة لأداء هذا الدور لتمثيل المغرب أحسن تمثيل. الدكتورة بلالي، أترك لكم الكلمة الأخيرة للتعبير عن رؤيتكم لهذه الظرفية الصحية الاستثنائية لجائحة "كورونا". أظن أن جائحة "كورونا"، لديها ايجابيات أكثر من السلبيات. نحن نتأسف لضحايا هذا الفيروس، وبهذه المناسبة أقدم كل التعازي لكل المغاربة الذين فقدانهم بسبب هذه الجائحة، وأقول أن موتهم لن يذهب سدى. هذه الأزمة، جعلتنا نراجع أنفسنا للاهتمام بالقطاع الصحي وتطوير البحث العلمي. وأنا أفتخر بالوحدة الوطنية في بلدي الحبيب في مواجهة هذه الأزمة، في ظل أن دولا أخرى لا زالت تناقش فعالية الأدوية وانتظار نتائج التجارب السريرية التي تأخذ وقتا هائلا. نحن في حرب ضد وباء قاتل، فكل تأخير يدفع ثمنه أبرياء، وأعتقد أن المغرب اتخذ أذكى استراتيجية حربية.