مباشرة بعد إعلان وزارة الداخلية عن فرض حالة "الطوارئ الصحية" بمختلف مدن وقرى المملك، انخرط عدد من الفاعلين الجمعويين الشباب بمدينة مراكش وضواحيها في حملات خيرية استهدفت مجموعة من الأسر المعوزة، في ظل الظرفية الاستثنائية التي تعيشها البلاد بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد. واستفادت مجموعة من الأسر المعوزة ببعض الأحياء الشعبية بالمدينة العتيقة لمراكش، وضواحي المدينة من هذه الحملات الخيرية التي تقوم أساسا على تزويد الأسر المعوزة بما تحتاجه من مواد غذائية مقابل البقاء في منازلها بعد التدابير الاحترازية التي أعلنت عنها السلطات المختصة للحد من انتشار فيروس كرونا . وخلفت هذه العملية، التي تدخل في إطار تقوية التماسك الاجتماعي ومحاربة مختلف مظاهر الفقر والهشاشة والإقصاء، ارتياحا عميقا في صفوف الفئات المستفيدة، خصوصا وأن مثل هده الالتفاتات التضامنية يكون لها الوقع الحسن في نفوس السكان. وحسب اسماعيل الصنهاجي رئيس جمعية شبيبة المغرب للمواطنة، فإنه في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر منها البلاد، كان لا بد أن ننخرط كهيئات مجتمعية، ومؤسسات مدنية، في مبادرة مواطنة وخيرية، لمساعدة عدد من الأسر التي فقد معيلوها عملهم. وأضاف الصنهاجي في اتصال ب"الصحراء المغربية"، أن الواجب الوطني دفعنا إلى الاستجابة وتجنيد كل الموارد البشرية للتعاون مع شركائهم، الذين أبانوا عن حس وطني عال، مشيرا إلى أنه سيحاول رفقة شركائه القيام بالأدوار التكافلية والتحسيسية التي يمليها الواجب الوطني.
وعلى مستوى حي المحاميد بتراب مقاطعة المنارة، أطلق مجموعة من الشباب المتطوعين، مشروعا خيريا يستهدف بشكل أساسي الأشخاص المسنين الغير قادرين على التنقل والأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، من أجل توصيل طلباتهم إلى غاية مساكنهم دون الحاجة لمغادرتها، طيلة فترة حالة الطوارئ الصحية. وتتم هذه العملية، التي يشرف عليها 15 شابا، من خلال الاتصال بأحد المتطوعين، الذين يتكلفون باقتناء المواد الغذائية المطلوبة وتوصيلها إلى المتصل في مختلف أحياء المحاميد. من جهة أخرى، أطلق مجموعة من الفاعلين الشباب في منطقة أوريكا بتراب عمالة إقليمالحوز مبادرة إنسانية اجتماعية تستهدف الأسرة المعوزة والأشخاص من دوي الاحتياجات الخاصة، وتهم توزيع المواد الغذائية الأساسية عليهم خلال هذه الفترة الاستثنائية التي فرضت فيها السلطات المختصة حالة الطوارئ الصحية. وقامت هذه المبادرة التي يشرف عليها شباب المنطقة عن طريق التطوع والعمل الخيري، على جمع تبرعات مالية لعدد من المحسنين لشراء مواد غذائية وجمعها في قفف قبل إيصالها إلى منازل الأسر المعوزة. وتندرج هذه العملية التي ستشمل جماعتي ستي فاظمة وأوكايمدن في إطار تكريس ثقافة التضامن والتآزر التي تهدف إلى محاربة الفقر والتخفيف من معاناة الفئات المعوزة والفقيرة انسجاما مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف.