سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد جغلاف: العديد من المغاربة الذين عادوا إلى المغرب ولم يجدوا بديلا عن العودة لليبيا قال إن المهاجرين المغاربة المقيمين في ليبيا يعانون مشاكل تجديد وثائقهم الإدارية وجوازات سفرهم
مازال المهاجرون المغاربة المقيمون في ليبيا يعانون مشاكل تجديد وثائقهم الإدارية وجوازات سفرهم، التي أصبحت منتهية الصلاحية، فلا يستطيعون جراء ذلك العمل، وكثيرون منهم لم يستطع أبناؤهم متابعة الدراسة خلال السنة الجارية، إضافة إلى معاناتهم عدم وجود خطوط جوية أو بحرية مباشرة أو حتى برية إلى المغرب، ما جعل ثمن التذاكر يتضاعف 5 مرات على ما كان عليه الأمر قبل هذه الأزمة، ومعظم المغاربة أصبحوا غير قادرين على السفر إلى بلادهم. هذا ما أكده محمد جغلاف أستاذ جامعي في ليبيا وناشط حقوقي، في حوار مع "الصحراء المغربية". * كم عدد أفراد الجالية المغربية المقيمة في ليبيا، وكيف هي أوضاعهم في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد؟
- يتراوح عدد أفراد الجالية المغربية في ليبيا ما بين 50 ألفا و60 ألف مواطن ومواطنة، أكثر من 60% منهم عائلات مقيمة في ليبيا منذ أكثر من 20 سنة، من ضمنهم أزيد من 650 طالبا جامعيا. وتنقسم الجالية المغربية في ليبيا إلى قسمين، القسم الأول ويشمل القادمين إلى ليبيا بغرض الهجرة غير القانونية إلى أوروبا، وهؤلاء لا تتعدى نسبتهم مع من ينضمون لجماعات إرهابية 2% من العدد الكلي، أما القسم الثاني، فيشمل أكثر من 98% من العدد الكلي من المغاربة في ليبيا، وهم المقيمون منذ سنوات. بالنسبة للقسم الأول، فمن لم يستطع الوصول لأوروبا، إما بغرقه في البحر أو تم القبض عليه في مراكز الاحتجاز، وتقريبا أكثر من 15% يموتون غرقا وحوالي 10% يتم القبض عليهم يقضون شهورا في مراكز الاحتجاز مع قلة اهتمام السلطات المغربية بهم، إلا في بعض الأحيان، يتم ترحيلهم عندما يزداد الضغط الإعلامي الدولي. أما القسم الثاني، وهم المقيمون، الذين يعانون غلاء أسعار المواد الأساسية نتيجة التضخم المالي، وعدم قدرتهم على دفع مصاريف دراسة أبنائهم، التي تفرضها الجامعات من حين لآخر، كما أنه لا توجد قنصليات مغربية في ليبيا، ولا من يقوم مقامها، وليس هناك أي مكان لتجديد جوازات السفر إلا في الجهة التونسية من المعبر الحدودي الليبي التونسي "رأس أجدير"، الذي يسمى ب "خلية الأزمة"، وهي عبارة عن موظفين اثنين وكرسيين وطاولة من البلاستيك في العراء خلال فصول السنة الأربعة، وبالتالي يضطر المغاربة لقطع مسافات طويلة تصل إلى أكثر من 1500 كيلومتر لمن يقيمون في المدن البعيدة، مارين ببوابات بعضها حقيقية والأخرى وهمية، ويتم مصادرة جوازات البعض فيها، كما أن السلطات الليبية المسؤولة عن معبر "رأس أجدير" أصدرت قرارا بمنع عبور المغاربة إلى الجهة التونسية من البوابة، ما زاد من تأزم الوضع، وهنا تصبح الواسطة وأمور أخرى هي التي لها الكلمة، إذ يصبح المواطن في مرمى نيران الاستغلال مكرها لا بطل لكي يقوم بتجديد الجوازات، وقضاء حاجياته الإدارية والقنصلية، وهناك من يعودون أدراجهم إلى المدن التي جاؤوا منها دون قضاء إجراءاتهم، وبالتالي أصبح الكثير من المغاربة يخشون الذهاب إلى معبر "رأس أجدير"، ومنهم كثيرون بدون جوازات أو أن جوازاتهم منتهية الصلاحية، فلا يستطيعون العمل وتجديد جوازاتهم، وكثيرون منهم من لم يستطع أبناؤهم متابعة الدراسة هذه السنة خاصة إذا ما أضفنا على ذلك عدم وجود خطوط جوية أو بحرية مباشرة أو حتى برية إلى المغرب، وغلاء التذاكر بشكل كبير إذ وصل إلى 5 أضعاف ما كان عليه قبل هذه الأزمة، وبالتالي فمعظم المغاربة أصبحوا غير قادرين على السفر إلى بلادهم. كما أن الأغلبية العظمى يشتكون عدم رد موظفي القنصلية المغربية في تونس، فهناك بعض الدول لديها قنصليات في ليبيا، والدول التي ليس لها قنصليات تقوم بتكليف قنصليات دول أخرى بالمهام القنصلية عنها بالاتفاق الثنائي بين الدول، أو تحاول "صنع" حلول أخرى لتحسس مواطنيها بأن الدولة قريبة منهم، تحس بمعاناتهم خصوصا عند الأزمات، سيما أن مغاربة ليبيا يقومون بدفع الرسوم المالية مقابل تجديد جوازاتهم كاملة وبالدينار التونسي دون تقدير لما يمرون به من أزمة/
* أين وصل مشكل الطلبة المغاربة الجامعيين في ليبيا؟
- لقد تم الاتفاق بين البلدين لإعفاء الطلبة المغاربة الجامعيين في ليبيا من الرسوم المالية الدراسية مقابل معاملة الطلبة الليبيين الدارسين في المغرب بالمثل، ولكن رغم ذلك تطالب بعض الجامعات الطلبة المغاربة بدفع الرسوم، ومنهم من يضطر إلى دفعها، الأهم هو أن قرار الدفع بالدولار ذي القيم العالية جدا تم إلغاؤه.
* كما هو معروف أن الأوضاع في ليبيا حاليا مضطربة، كيف يرى المهاجر المغربي نفسه في ظل هذه الأحداث؟ وهل يفكر في الرجوع لبلده أم يفضل البقاء هناك؟
- كثيرون من المغاربة الذين عادوا إلى المغرب من ليبيا لم يستطيعوا الاندماج في بلدهم، ولم يجدوا بديلا عن العودة إلى ليبيا، التي توجد بها أعمالهم ووظائفهم ومهنهم وأصدقاؤهم ومعارفهم وذكرياتهم، ذلك لأن الحكومات المغربية المتعاقبة لم تضع خططا لصالحهم لإدماجهم هم وأبناؤهم اجتماعيا وتعويضهم على وظائفهم وأعمالهم التي فقدوها، قليلون جدا هم من استطاعوا التأقلم في بلدهم واستقروا فيه، بينما عدد كبير عاد إلى ليبيا رغم الحروب. بالإضافة إلى ذلك، فإن السلطات المغربية لا تقبل بإدماج المهندسين والأطباء والأساتذة منهم إلا عبر المباريات الوطنية والإقليمية والقطاعية رغم خبراتهم لسنوات طويلة، ورغم كبرهم في السن، فهل سيدخل المباريات من تعدى عمره الخمسين؟ ومن يعيل أسرته إن لم يعمل؟ كما أن أبناء مغاربة ليبيا درسوا بنظام عربي إنجليزي، ما يجعل من الصعب تكيفهم مع النظام الفرنسي، الذي تسيد التعليم في المغرب، مع عدم وضع الحكومات المتعاقبة لبرنامج لإدماج هؤلاء الطلبة والتلاميذ.