تواصل الحشرة القرمزية فتكها بحقول الصبار في عدة مناطق بإقليم الخميسات منذ مدة ومازال زحفها مستمرا، إذ تجتاح حاليا مناطق متفرقة بجماعة آيت يدين، بعدما سجلت أولى حالات الإصابة بجماعتي الصفاصيف والكنزرة خلال شهر يوليوز الماضي، ما يزيد من مخاوف الفلاحين الذين أكد بعضهم ل"الصحراء المغربية" أن زوال نبات الصبار بات وشيكا بفعل تضرر الكثير من الحقول، جراء انتشار هذا المرض الغريب عن المنطقة. وفي الوقت الذي يقول فيه الفلاحون إنهم أشعروا السلطات المحلية والمصلحة الإقليمية للمكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات النباتية لاتخاذ المتعين والتدخل لوقف انتشار المرض، أكد مصدر مقرب من المكتب الجهوي للسلامة الصحية والمنتجات النباتية أن الأخير توصل فعلا بمراسلة في الموضوع وأن الإجراءات في طور الإنجاز من أجل التدخل. وأوضح عدد من المتضررين أن انتقال العدوى يجري بشكل سريع، إذ يلاحظ كل يوم ظهور خيوط بيضاء على ألواح الصبار وتتوسع دائرة انتشارها بشكل تدريجي حتى تصير كثيفة، وبعد مدة تصاب الألواح بالجفاف وتظهر عليها مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا، ثم تموت وتنهار. ويزحف المرض عبر الألواح إلى أن يأتي على الحقل كاملا، فقد ظهرت أولى حالات الإصابة بدواوير ايخطاطن، وآيت موسى اوسالم، وآيت تاشفين. وبلغت حاليا دواوير آيت قدور وآيت بوبكر والمناطق المتاخمة لجماعة الكنزرة. وقال أحد الفلاحين "لقد قمت بتشريح تلك الخيوط البيضاء سعيا مني لاستطلاع محتواها، فوجدت صعوبة في حلها والوصول إلى ما بداخلها، لأنها عبارة عن سقوف متماسكة كثيرا وصلبة، فهي تشكل غطاء واقيا يصعب اختراقه، وبعد فتحتها باستعمال الإبر وجدت في داخلها دودة سوداء اللون، لكن عند سحقها تفرز سائلا أحمر، ما يعني أن ذلك الغطاء يوفر الحماية الكاملة لتلك الدودة من العوامل الطبيعية وقد يمنع أيضا تسرب الهواء أو السوائل إلى الداخل". وأضاف "نطالب الجهات المختصة بالتدخل الفوري لوقف هذا الخطر الذي يفتك بالصبار، لأنه ينفعنا كثيرا. وكما تلاحظون فهو يحيط بمزارعنا ويحميها من مواشي الجيران، كما يشكل مورد رزق لنا ولأبنائنا في فصل الصيف، إذ ننتج كميات مهمة من الفاكهة تساعدنا في تغطية نفقات الأسرة ". إلى ذلك، أفاد مصدر من المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات النباتية (أونسا) أن المصلحة الإقليمية بالخميسات قامت، فور إشعارها بوجود حالات مشتبه بها لإصابة الصبار بمرض الحشرة القرمزية، بعدة خرجات بتنسيق مع السلطات المحلية، شملت كل المناطق المتضررة، حيث قامت بالمعاينة الأولية وأجرت تحاليل مخبرية أكدت فعلا وجود الإصابات، التي تبدو أيضا بالعين المجردة. وشملت هذه الزيارات جماعات الصفاصيف والكنزرة في بادئ الأمر، قبل أن يأتي الدور على باقي المناطق الأخرى. وبناء على ذلك وجهت مراسلة في الموضوع إلى المصلحة الجهوية التي ستعمل في القريب العاجل على التدخل للتصدي لهذا المرض. ونصح المصدر كل الفلاحين باقتلاع الصبار موضوع الإصابة كاملا ودفنه في التراب باعتبار هذه الوسيلة الأنجع للقضاء على هذا المرض، وتعد الطرق الوقائية من الأساليب الناجعة لتفادي انتشار هذه الحشرة، والحد من أضرارها، وذلك بعدم نقل ألواح وفاكهة الصبار من المناطق المصابة إلى المناطق السليمة، واستعمال الصناديق البلاستيكية بدل الخشبية لنقل الفاكهة، وذلك بعد غسلها وتعقيمها، وتفادي دخول وانتشار هذه الحشرة عبر وسائل النقل، وأخذ التدابير اللازمة بالتخلص من النباتات المصابة واعتماد وسائل المكافحة الموصى بها، موضحا أن تناول فاكهة نبات الصبار لا يشكل أي ضرر صحي على المستهلك. يشار إلى أن نبات الصبار من الزراعات التي يتعاطى لها السكان في المناطق القروية بإقليم الخميسات بالنظر لمقاومتها للجفاف، وتستغل في إنتاج الفاكهة، إذ تعتبر جماعة آيت يدين من المناطق التي تزود الإقليم والمدن المجاورة بفاكهة الصبار حيث يقام سوق يومي لهذه الفاكهة، التي يأتيها التجار من مدن مكناس، والرباط، وتمارة، وسلا. كما تستغل نبتة الصبار أيضا كدرع وقائي لتسييج الحقول الزراعية ورسم الحدود، علاوة على نفعها في تغذية المواشي وخاصة الأبقار.