جاء في مقال للمبعوث الخاص للصحيفة إلى العيون تحت عنوان " الذكرى الأربعون للمسيرة الخضراء: على إيقاع الجهوية المتقدمة"، أن " العيون، عاصمة الصحراء المغربية، قد عاشت طيلة نهاية الأسبوع الماضي على إيقاع الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، التي أبدعها جلالة الملك الراحل الحسن الثاني لاسترجاع الأقاليم الصحراوية من نير الاحتلال الإسباني". وذكرت الصحيفة بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي خصص لجلالته استقبال حاشد وبهيج، ترأس شخصيا تخليد هذه الذكرى، وعمت الاحتفالات ومظاهر البهجة في كل مكان في هذه المدينة التي يقطنها حوالي 200 ألف نسمة، واستقبلت بالمناسبة آلاف المواطنين الذين قدموا من مختلف أنحاء المملكة التي كانت على موعد مع التاريخ.. تاريخها". ولاحظت أنه بهذه المناسبة، ارتدت مدينة العيون أبهى حللها لاستقبال ضيوفها، مضيفة أن "العلم الوطني المغربي كان يرفرف في كل مكان". وأشارت إلى أن معظم المواطنين كانوا يلوحون بافتخار بالعلم الأحمر الذي تتوسطه نجمة خضراء ويرددون شعار "الصحراء مغربية" وهم يرحبون بمقدم جلالة الملك محمد السادس. وأشار المبعوث الخاص للصحيفة أيضا إلى أن العديد من الشهادات التي استقاها بعين المكان "تتفق على حقيقة واحدة وهي أن العيون اليوم، لم تعد أبدا تلك البلدة الصغيرة التي تفتقد للبنية التحتية غداة استرجاعها لحظيرة الوطن سنة 1975"، موضحا أن عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة، المطلة على المحيط الأطلسي، شهدت تحولا جذريا، وأصبحت تضاهي كبريات العواصم الإفريقية. وتوقف صاحب المقال عند الخطاب السامي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس في العيون، مبرزا أن الخطاب الملكي حظي "باهتمام كبير" إذ سطر بالمناسبة الطموحات الكبيرة للمملكة لفائدة المنطقة. وأبرزت الصحيفة أنه في هذا الخطاب "الذي دشن لنموذج تنموي جديد في أقاليم الجنوب"، أكد جلالة الملك أن المغرب ملتزم بجعل الصحراء المغربية مركزا للمبادلات "وقطبا ذا أولوية مع البلدان الأفريقية جنوب الصحراء، في إطار سياسة وطنية تسمى الجهوية المتقدمة. وهي جهوية، يضيف صاحب المقال، تروم تقليص الفوارق وتحفيز الجهات الفقيرة مع تعزيز الديمقراطية المحلية. وأشار، في هذا الصدد، إلى الطموح المعبر عنه من قبل المغرب لتعبئة الموارد اللازمة لتنفيذ أوراش كبرى ومشاريع اجتماعية وصحية وتعليمية في جهات العيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب، وكلميم واد نون. وأضاف أنه بالبدء في تنفيذ هذه الجهوية وهذا النموذج التنموي، يرغب المغرب في إتاحة فرص أكبر لإيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل حول وحدته الترابية، مستعرضا في هذا السياق مقتطفات من الخطاب الملكي السامي. واستطرد قائلا إنه عقب سنوات من التضحية والجهود على الصعيدين السياسي والتنموي، وفر المغرب الظروف الملائمة لبدء مرحلة جديدة في مسلسل تعزيز وتدعيم وحدته الترابية والاندماج الكامل لأقاليمه الجنوبية في الوطن الأم. وأكدت الصحيفة في هذا الصدد أن كل جهود التنمية التي تبذلها المملكة لصالح أقاليمها الجنوبية هي جواب بليغ أي ادعاءات مغرضة حول قضية الصحراء المغربية.