ينظم هذا المنتدى الأول من نوعه برعاية وزارة الاقتصاد والمالية المغربية بالتعاون مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، تحت شعار "إطلاق الإمكانات"، كما ركز هذا المنتدى على الأوضاع الاقتصادية لمصر، والأردن، والمغرب وتونس. واستهل سير سوما شكرابارتي، رئيس البنك كلمته الافتتاحية بالحديث عن التأثير الذي لعبته منطقة جنوب وشرق المتوسط على البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير منذ أن بدأ البنك استثماراته في المنطقة، وقال "تعلمنا الكثير من سنوات الاستثمار القليلة، التي قضيناها واستثمرنا فيها في بلدكم، والآن ننظر إلى العالم من زاوية مختلفة". وأضاف "منذ سنة 2012، استثمرنا ما يقارب من 2.3 مليار دولار في أكثر من 80 مشروعا في المنطقة، كما يمكن قياس تأثيرنا من خلال النظر إلى تغييرنا لحياة العديد من الأفراد والأعمال، التي ساعدنا في إنشائها وإطلاقها والأوضاع الاقتصادية التي نجعلها أكثر تنافسية يوما بعد يوم". وجاء هذا المنتدى الاقتصادي ليؤكد على التزام البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بالمساعدة على إطلاق الإمكانات الاقتصادية للمنطقة. وشكل التغلب على العقبات التي تعترض النمو وتحديات بناء كيان اقتصادي ومالي أكبر وكيفية استقطاب المزيد من النساء والشباب إلى سوق العمل موضوع طاولة مستديرة، جمعت الرئيس شكرابارتي، ومحمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، وعماد نجيب الفاخوري، وزير التخطيط والتعاون الدولي بالأردن، وأمال عزوز، كاتبة الدولة المكلفة بالتعاون الدولي لدى وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي بتونس، والسفير أحمد المصري إيهاب جمال الدين. كما جمعت أربع جلسات تفاعلية المدراء التنفيذيين من القطاعين العام والخاص، حول حوار متعلق باستكشاف التحديات والفرص في أربعة مجالات رئيسية وهي الأعمال التجارية الزراعية، والصناعة، والبنية التحتية والطاقة المستدامة. ونظمت طاولة مستديرة ترأسها جيل ميتتال، مدير الأعمال التجارية الزراعية بالبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير حول الأعمال التجارية الزراعية، جمعت شركات كبرى لمناقشة "بذور النجاح" في هذا القطاع وأهميتها لدعم النمو. كما سطر المدراء التنفيذيون على أهمية معايير الجودة الغذائية لتمييز منتجاتهم في الأسواق المحلية وأسواق التصدير، فضلا عن فوائد الاستثمارات الخضراء في إنتاج كميات أكبر بتكلفة أقل. وأكد المشاركون أن البنك يمكن أن يلعب دورا أساسيا في الربط بين الدول المصدرة والمستوردة للغذاء في منطقة البنك الأوروبي بغرض تحسين الاستثمارات وتقاسم أفضل الممارسات وتعزيز التجارة الزراعية. كما شدد البنك الأوروبي على دعمه المتواصل لتحقيق قطاع أعمال زراعية مليء بالمنافسة والديناميكية في المنطقة من خلال تمويل المشاريع، وتقديم المشورة التجارية ونهج سياسة الحوار. وركزت الطاولة المستديرة حول الصناعة على كيفية تعزيز القطاع الصناعي الحديث، وتحقيق قصص نجاح محلية مثل صناعة السيارات في المغرب. كما ناقش خبراء من القطاعين العام والخاص ماهية ما يمكن أن تقوم به حكومات منطقة جنوب وشرق المتوسط لجذب المزيد من استثمارات القطاع الخاص في البنية التحتية، معتبرين أن الصعوبات المالية لا يمكن تجاوزها إلا من خلال زيادة مستويات استثمار القطاع الخاص.