سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
'حوارات الأطلسي' تجمع بمراكش خبراء في الاقتصاد والسياسة من إفريقيا وأمريكا الجنوبية الدورة 4 تناولت قضايا وإشكالات الاقتصاد والأمن الغذائي في القارتين
وزير السياحة: الاندماج والمسؤولية المشتركة كفيلان بجعل القارتين فضاء لخلق الثروات
تدارس المشاركون قضايا وإشكالات القارة السمراء، خاصة ما يتعلق بالجانب الاقتصادي وضمان الأمن الغذائي، ومناقشة السبل الكفيلة بإيجاد حلول إزاء التحديات التي تطرحها العمولة على البلدان المطلة على المحيط الاطلسي خاصة دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية، وتوقفوا عند عدد من المواضيع كالفساد والإرهاب والتغيرات المناخية. وأجمع المشاركون على ضرورة تعزيز القدرات الاقتصادية بين دول المنطقة، وإقامة مناخ جديد للفرص الاقتصادية، التي تهددها بعض التحديات، كالاتجار في المخدرات والأسلحة في منطقة الساحل، من أجل احتواء كل المخاطر التي تنطوي عليها هذه المنطقة ومنها المغرب، بدل اعتماد رؤية لا تدمج كل الدول الإفريقية من الشمال إلى الجنوب في إطار الاتحاد المغاربي. وأكدوا أن التحولات بالبلدان المطلة على الأطلسي تفرض إرساء نماذج مَبنية للشراكة والتنمية المشتركة، رغم اختلاف الاستراتيجيات والانشغالات الخاصة بكل بلد، مشيرين الى أن هذه التحولات المدفوعة بهاجس البحث عن دينامية في النمو الاقتصادي والتنمية البشرية لبلدان الأطلسي ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار انبثاق قوى من خارج الفضاء الأطلسي، بما فيها الصين والهند واليابان. وتوقفت نقاشات المشاركين عند قضايا الأمن الغذائي والتنمية المسؤولة للفلاحة، خاصة في ظل الارتفاع الديمغرافي بالعالم، الذي سيتجاوز عدد سكانه في سنة 2050 تسعة ملايير نسمة، ما سيؤثر حتما على حجم الطلب على الغذاء ومن خلاله الضغط على الأراضي المزروعة، إذ ستكون البلدان الإفريقية مدعوة لتقوية أسس ثورتها الفلاحية، وبلدان أمريكا الجنوبية، ستواجه ضرورة تحويل قطاعها الفلاحي إلى مقاولات تجارية، وسيكون على بلدان الشمال أن تركز انشغالها الفلاحي على حماية الموارد الطبيعية والاعتبارات المناخية. وذكر لحسن حداد وزير السياحة، خلال جلسة نظمت حول موضوع " الازدهار في المستقبل"، أن الاندماج والمسؤولية المشتركة كفيلان بأن يجعلا من إفريقيا وجنوب القارة الأمريكية فضاء لخلق الثروات. وأوضح أن الاندماج والمسؤولية المشتركة من شأنهما أن يجعلا إفريقيا وجنوب القارة الأمريكية فضاء لخلق الثروات ويسهما بالتالي في الازدهار وإرساء الديمقراطية، وأن غياب اندماج اقتصادي بين البلدان المغاربية ينعكس سلبا على التشغيل وعلى خلق القيمة المضافة. وعلى مستوى المغرب وغرب إفريقيا، أوضح حداد أن الاندماج مهم وممكن، لكنه يتطلب الاستثمار في البنيات التحتية والاستثمار أكثر في العلاقات بين الدول على مستوى الطيران والخطوط البحرية والطرق، لخلق فضاء مزدهر كفيل بتوفير المزيد من فرص الشغل وخلق القيمة المضافة. وخلص وزير السياحة إلى أن المغرب يلعب دورا مهما في تثبيت الازدهار بأفريقيا، بفضل الاستثمارات والتعاون، مشيرا الى أن هناك تحديات أخرى قائمة بإفريقيا، تتمثل في الإرهاب والجريمة المنظمة وأيضا التأثير السلبي للتغيرات المناخية على أكثر من دولة. من جانبه، قال كريستيان ليفلير، ممثل الاتحاد الأوربي، إن النمو الاقتصادي يشكل محورا اساسيا لضمان الاستقرار وخلق الثروات، مشيرا إلى ضرورة اهتمام أكبر من قبل المجتمع الدولي بإفريقيا من خلال المزيد من الاستثمارات. وأضاف ليفلير أن المجتمع المدني يلعب دورا مهما باعتباره شريكا أساسيا للحكومات في إعداد الاستراتيجيات الكفيلة بتحقيق الازدهار على المدى المتوسط والبعيد. وأجمع كل من مارك برانتلي، وزير الشؤون الخارجية والطيران، بسانت كيتس ونيفيس، والكولومبية مارتا لوتشيا، ممثلة دول أمريكا الجنوبية، على أن مساهمة المجتمع المدني في إرساء الحكامة الجيدة وترسيخ المبادئ الديمقراطية من شأنه أن يفرز مؤسسات قوية ويخلق الازدهار. ويشكل هذا الملتقى الدولي، بمشاركة حوالي 300 شخصية من خبراء ومختصين وسياسيين ووزراء ورؤساء دول سابقين من 58 جنسية مختلفة، فرصة لإغناء النقاش والحوار بين دول حوض الأطلسي، وفضاء لتقاسم الرؤى وبحث الحلول إزاء التحديات التي تطرحها العولمة على هذه الدول خاصة دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية. ويهدف المنتدى إلى توفير تربة خصبة للحوار والتفكير والمبادرة الجماعية لإيجاد حلول لمختلف قضايا البلدان المطلة على المحيط الأطلسي، وفتح آفاق جديدة أمام هذه الدول وخاصة دول الجنوب. وتندرج حوارات الأطلسي في إطار الرؤية الشاملة التي تبناها مركز "بوليسي سانتر" لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في تعزيز التقارب بين دول الجزء الجنوبي من المنطقة.