يهدف البرنامج، الذي قدمت خطوطه العريضة، خلال حفل في مقر جهة مراكش، بمبادرة من وكالة التنمية الاجتماعية، وبشراكة مع اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لعمالة مراكش، إلى تشجيع ودعم المبادرات الفردية لإحداث مقاولات صغيرة لتشجيع التشغيل الذاتي. وتتجلى دوافع البرنامج في ضرورة الانخراط في الاستراتيجية الوطنية لتشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة والاقتصاد المهيكل، وقلة الأنظمة التي تحتضن المقاولين الشباب وتشجعهم على تسيير مقاولاتهم. وتتلخص محاور البرنامج، في العمل على تعبئة الفاعلين لتأسيس جمعية "مراكش مبادرة"، ودعم ومواكبة الجمعية من أجل تنفيذ هذا المشروع، إذ يضمن البرنامج الاستفادة من قرض الشرف دون ضمانة شخصية، تتراوح قيمته بين 10 آلاف و80 ألف درهم موجه للأفراد الذاتيين حسب نوعية المشاريع، وحددت مدة الاسترداد بين سنة وخمس سنوات مع إمكانية التسديد مقدمة أو مؤجلة. كما يروم البرنامج تسهيل الاندماج الاقتصادي للأشخاص حاملي المشاريع في وضعية هشاشة، عن طريق تقديم تمويلات خاصة تتماشى مع حاجيات حاملي المشاريع، واعتماد مواكبة وتتبع فاعلين، عن قرب، لحاملي المشاريع عبر إشراك القطاع الخاص، فضلا عن استهداف شريحة يصعب عليها الولوج إلى نظام التمويل الكلاسيكي، مع اعتماد مبدأ التكامل مع باقي المتدخلين، وإعطاء الأولوية للفئات الأكثر فقرا. وشدد والي جهة مراكشآسفي في كلمة بالمناسبة، على أهمية هذا البرنامج، الذي حددت مدته في ثلاث سنوات، وعلى ضرورة الاهتمام بالفئات الأكثر هشاشة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة. وأشار إلى أن ضبط أهداف المشروع حتى تكون عملية أكثر، ومواكبة حاملي المشاريع في إحداث مقاولاتهم، من شأنه العمل على تحقيق إنجاح البرنامج، مشيدا بدور المجتمع المدني بمدينة مراكش. وتميزت أشغال اللقاء بعرض قدمته، بشرى توفيق، المنسقة الجهوية لوكالة التنمية الاجتماعية بمراكش، حول برنامج "مراكش مبادرة"، أوضحت من خلاله أن إشكالية تشغيل الشباب تعتبر من بين أهم القضايا المطروحة على الساحة الوطنية، وأن حل هذه الإشكالية أولوية وطنية يتحمل مسؤوليتها مختلف الفاعلين العموميين والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مشيرة الى أن الرهان يتمثل في جعل حل معادلة تشغيل الشباب ليس كعائق يتعين العمل على تجاوزه، بل أيضا فرصة للرفع من قيمة الموارد البشرية الوطنية، لتصبح رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وحسب عبد اللطيف بوعزة، مدير وكالة التنمية الاجتماعية، فإن برنامج "مراكش مبادرة" يعتبر إطارا مندمجا ومتكاملا لمختلف الفاعلين المحليين للنهوض بالتشغيل الذاتي بالمدينة، في إطار إعمال مفهوم العمل اللائق والتشغيل المنتج، مشيرا إلى الدور الاجتماعي والاقتصادي للمقاولات الصغيرة جدا كعامل من عوامل خلق الثروة والشغل والاستقرار الاجتماعي. وأشار بوعزة، في مداخلته، إلى التدابير التي اتخذتها السلطات العمومية لدعم وتشجيع التشغيل الذاتي وخلق المقاولات الصغيرة جدا، كبرامج "مقاولتي، وإدماج، وتأهيل"، كما دعمت قطاع القروض الصغرى، موضحا أن هذه التجارب توجت بإعداد استراتيجية وطنية لإنعاش المقاولات الصغيرة جدا، توجد حاليا في طور التنزيل، وفق مقاربة مندمجة.