أكد المشاركون في اختتام أشغال ندوة دولية حول التشغيل الذاتي ومبادرة الشباب، أول أمس الأربعاء، بمدينة مراكش، الأهمية التي أصبح يحتلها دعم التشغيل الذاتي في الوقت الراهن، من أجل الحفاظ على التوازن الاجتماعي والتصدي لمعضلة البطالة، ما يستدعي جعله ضمن استراتيجية واهتمامات الدول المشاركة. تعليق: من أشغال الندوة الدولية (المختاري) وشدد المتدخلون في الندوة الدولية المنظمة من طرف الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، بشراكة مع الجمعية العالمية للمصالح العمومية للتشغيل، على ضرورة إعادة تكوين وتأهيل الشباب حاملي الشهادات، لإدماجهم داخل سوق الشغل، مع دعم ومواكبة المقاولة الصغرى، وتعزيز قدرات الشباب حاملي المشاريع، وإيجاد الحلول الناجعة لمختلف المعيقات، التي تعترض ولوجهم سوق الشغل. وتميزت الندوة الدولية، التي شهدت مشاركة حوالي 30 دولة، بتدارس تجارب مختلف الدول، وتبادل الخبرات في ما يتعلق بآليات التشغيل الذاتي ودعم إنشاء المقاولات الصغرى، ومناقشة المؤهلات المقاولاتية والتدابير، التي تحفز على دعم خلق المقاولات الصغرى. وقال جمال أغماني، وزير التشغيل والتكوين المهني، إن التحدي الحقيقي للوزارة هو توفير الموارد البشرية الضرورية المؤهلة والمكونة تكوينا جيدا، لمواكبة الحاجيات التي تخلقها المخططات القطاعية المندمجة للتنمية، التي عمل المغرب على وضعها منذ ثلاث سنوات. وأضاف أغماني، في تصريح ل "المغربية"، على هامش أشغال الندوة الدولية حول موضوع "دعم التشغيل الذاتي والمبادرة الحرة"، أن برنامج التأهيل الذي جرى وضعه ضمن المخطط الاستعجالي للوزارة، مكن من تأهيل وإعادة تكوين 48 ألف شاب وشابة كانوا يجدون صعوبات في ولوج سوق الشغل. وأوضح أغماني أنه رغم الدينامية التي يشهدها سوق الشغل، فهناك تحديات حقيقية تتعلق أساسا بتحسين ظروف العمل، أو ما يعرف بالعمل اللائق، الذي يستدعي بذل جهود مضاعفة على مستوى التغطية الاجتماعية والصحية للأجراء، وتقليص القطاع غير المهيكل الذي يؤثر بشكل سلبي على التنافسية. وأشار وزير التشغيل والتكوين المهني إلى أن المغرب الذي يجعل دعم التشغيل ضمن اهتماماته واستراتيجيته، استطاع تقليص نسبة البطالة من 13.5 في المائة خلال سنة 2000، إلى نسبة 9 في المائة خلال الفصل الثالث من السنة الحالية، ما ساهم في إنعاش سوق الشغل، مضيفا في السياق ذاته أن البرنامجين الإراديين "إدماج" و"تأهيل" لإنعاش التشغيل بالمغرب، مكنا من إدماج وإحداث ما يناهز 266 ألفا و385 منصب شغل إلى غاية شهر شتنبر المنصرم. من جانبه، أكد كمال حفيظ، المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، البعد الاستراتيجي للوكالة من أجل دعم تشغيل الشباب في البلدان العربية عن طريق بلورة برامج وخدمات ناجعة، وتكوين مستشاري التشغيل ومواكبي حاملي المشاريع المقاولاتية بالمنطقة. وأبرز كمال حفيظ، خلال كلمة ألقاها، في افتتاح أشغال الندوة الدولية، أهمية دعم خلق المقاولات الصغرى الذي أصبح يأخذ طابعا استراتيجيا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي البلدان الإفريقية، لكون النسيج الاقتصادي لهذه الدول غير قادر على توفير فرص الشغل لكافة الشباب. وأوضح المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات أن برنامج مقاولتي الذي يعتمد على التدبير الجهوي والمحلي، يعد أول آلية مندمجة لدعم إنشاء المقاولات الصغرى بالمغرب، إذ مكن خلال ثلاث سنوات من خلق 3300 مقاولة، وإحداث أزيد من 10 آلاف منصب شغل. وأشار إلى أن الوكالة وشركاءها انكبوا على نواقص التشغيل الذاتي عن طريق تنويع وتجديد أفكار المشاريع من خلال إنشاء بنوك جهوية، وتطوير الحس المقاولتي، وتوطيد الشراكة والتنسيق بين مختلف المتدخلين جهويا ومحليا، وتوسيع المواكبة وتحسين جودة التأطير.