احتضنت كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء المؤتمر المغاربي الأول حول التربية العلاجية، يشارك فيه مهنيون في مجال الصحة، مغاربة ومغاربيون، يومي 24 و25 أكتوبر الجاري. ويشمل المؤتمر ورشات صحية، ناقشت الأمراض المزمنة بالمنطقة المغاربية والأسس الأكاديمية للتربية العلاجية وخصائص التربية العلاجية في البرنامج الوطني للوقاية والتكفل بداء السكري، إضافة إلى ورشات تطبيقية متنوعة. ويأتي اختيار موضوع التربية العلاجية لمساعدة المريض على كيفية الاستفادة من العلاج والرفع من نسبة أمل الحياة، التي قد تصل إلى نسبة 100 في المائة، وجودة الحياة بنسبة 50 في المائة، ما استلزم برمجتها كمادة في كليات الطب لأول مرة وتخصيص 20 ساعة لدراستها. وسهرت على تنظيم المؤتمر الجمعية المغربية للتواصل الصحي، وجمعية الأطباء العامين "أميكو"، تحت الرئاسة الشرفية لوزير الصحة، وبشراكة مع جامعة الحسن الثاني والجمعية المغربية للفحص بالصدى ومنظمة الإيسيسكو. وأفاد أحمد عزيز بوصفيحة، رئيس الجمعية المغربية للتواصل، أن المؤتمر المغاربي يرمي إلى خلق فرص للتكوين لأطباء الطب العام، تمنحهم آليات التربية العلاجية في حصة مستقلة عن الأعمال الطبية والتقنية والجراحية، للمساهمة في توفير فرص أفضل للتعامل مع المرضى. وأوضح بوصفيحة أن التربية العلاجية تسعى إلى إشراك الأطباء العامين في ورشات تحسيس وتوعية لفائدة المرضى خارج الحصص العلاجية التقنية والطبية، والتواصل مع المرضى وحثهم على المساهمة في العلاج من خلال تبني نمط حياة يساهم في فهم دقيق للمرض وبطرق الوقاية من مضاعفاته وكيفية التعامل معها. وأكد بوصفيحة مساهمة التربية العلاجية في خفض كلفة العلاجات وتقليص زمن العلاجات وبلوغ نسبة البروتوكولات العلاجية، وتحسين جودة حياة المرضى ورفع أملهم في الحياة. من جهته، ذكر عبد اللطيف ابن ايدار، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر المغاربي الأول، أن التربية العلاجية مازالت غير معروفة في مجال أمراض السرطان، عكس ما هو عليه الأمر بالنسبة إلى الأمراض المزمنة، بينما أضحى مرض السرطان من الأمراض المزمنة، بالنظر إلى تطور وسائل العلاج وارتفاع أمل الحياة من خلال الكشف المبكر. وذكر ابن ايدار مجموعة من المضاعفات الجانبية، التي قد تقع أثناء علاج السرطان، مثل تساقط شعر المريض، أو القيء، وغيرهما من الأعراض التي قد تخلق مشاعر الخوف في نفوس المرضى وتدفعهم إلى وقف الدواء، اعتقادا منهم بأن هذه الأعراض تزيد حالتهم الصحية سوءا، وهو اعتقاد خاطئ، وهنا تكمن أهمية التربية العلاجية ومصاحبة المرضى من خلال التحسيس والتوعية. يشار إلى أن أشغال المؤتمر ترأسها العميد شعيب رفيقي، في حين أنيطت مهمة رئاسة اللجنة العلمية للأستاذ عبد اللطيف ابن ايدار، بينما تولى رئاسة اللجنة التنظيمية الدكتورة الزهرة الإسماعيلي الإدريسي.