كانت جولة سابقة من المحادثات برعاية الأممالمتحدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين قد فشلت في يونيو الماضي، فيما يرجع أساسا إلى خلافات بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن الذي يدعو الحوثيين المدعومين من إيران إلى الانسحاب من المدن التي سيطروا عليها خلال العام المنصرم. وكتب إسماعيل ولد الشيخ أحمد على صفحته على فيسبوك في وقت متأخر من مساء الأحد المنصرم بعد محادثات مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في السعودية إنه تمكن من إقناع كل الأطراف بالمشاركة في جولة جديدة من المحادثات في جنيف في نهاية الشهر الجاري. وأضاف "الأممالمتحدة وهي توجه الشكر للجميع فإنها تدعو إلى مزيد من المرونة فلعل الفرص بعد الآن قد لا تكون مواتية". وقالت الحكومة اليمنية يوم الأحد إنها وافقت على حضور المحادثات برعاية الأممالمتحدة بعد التزام الحوثيين رسميا بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216. وكان الحوثيون قالوا من قبل إنهم سيحضرون المحادثات، لكنهم لم يصدروا تعليقا بعد إعلان الحكومة اليمنية. وكتب الحوثيون رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في وقت سابق هذا الشهر يبلغونه فيها بقبولهم قرار مجلس الأمن. ودعا القرار جميع الأطراف ومنهم الحوثيون إلى إنهاء العنف وتجنب أي أفعال أحادية الجانب قد تفسد الانتقال السياسي في البلاد. وقالت مصادر دبلوماسية إن ولد الشيخ أحمد سلم هادي رسالة من بان الأسبوع الماضي - اطلعت عليها رويترز - تؤكد أن الحوثيين أكدوا مرارا التزامهم بالقرار وتحث هادي على التحدث معهم. وأضاف "بناء على هذا الالتزام، أثق في أنك ستكون الآن في وضع يسمح بالتفويض لحكومتكم بالمشاركة في جولة جديدة من المشاورات مع الحوثيين وحلفائهم". وعبر دبلوماسيون غربيون في نيويورك في تصريحات خاصة عن خيبة أملهم لإحجام هادي عن الدخول في محادثات مع الحوثيين. وقالوا إن هذا يرجع على الأرجح إلى تفضيل السعودية تحقيق نصر عسكري على التوصل إلى تسوية من خلال التفاوض تمنح الحوثيين سلطة في الحكومة. وقالت وكالة سبأ للأنباء التي تديرها الحكومة اليمنية نقلا عن مسؤول في مكتب هادي قوله إن الرئيس أرسل رسالة إلى بان يوم الاثنين "تضمنت موقفا واضحا وجليا من تلك الدعوة اذ أكد جاهزية الحكومة اليمنية للمشاركة في المشاورات مع الأطراف الانقلابية ممثلة في (الحوثي وصالح) خاصة بعد تأكيد التزامها للأمم المتحدة ومبعوثها الخاص بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 دون قيد أو شرط وتأكيد الأم المتحدة أن الذهاب للمشاورات هو لتنفيذ القرار الدولي". وأشادت وزارة الخارجية السعودية بموقف هادي من المحادثات ورحبت بقرار الحوثيين الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي 2216. وقالت الوزارة في بيان نسب إلى مصدر مسؤول إن "هذا الأمر يعد خطوة في الطريق الصحيح لإنهاء الأزمة اليمنية".