يروم هذا الحدث الثقافي والفني الذي تنظمه الجماعة الحضرية لفاس تحت شعار " السماع وإشاعة قيم التآلف والمحبة الإنسانية " المحافظة على هذا اللون الفني وضمان استمراريته، مع العمل على تطويره وإشاعته بين الأجيال المتعاقبة باعتباره يشكل أحد التعابير الفنية التي تشكل رافدا مهما من روافد الموروث الفني الوطني. وقد أضحى المهرجان الوطني لفن المديح والسماع الذي دأبت على المشاركة فيه مجموعة من الفرق والمجموعات الغنائية من مختلف مناطق المغرب، موعدا سنويا للاحتفاء بهذا الموروث التقليدي الأصيل من خلال إتحاف الجمهور الذي يتتبع سهرات قصائد السماع والمديح التي خلفها شيوخ كبار في هذا اللون الفني ساهموا من خلال إبداعاتهم وأعمالهم في تطوير هذا التعبير الفني الأصيل وتجديده مع ضمان استمراريته . وانطلقت، كما جرت العادة، حفلات الزوايا بتنظيم " ليلة الشرفاء الصقليين " بضريح المولى إدريس الأزهر، على أن تنظم يوم السبت جلسة للسماع الصوفي بزاوية سيدي علي جمال بحي الرميلة بالمدينة العتيقة لفاس بمشاركة مجموعة من الفرق والمنشدين الذين برعوا في أداء هذا اللون الفني . أما الافتتاح الرسمي لسهرات المهرجان فسيكون اليوم الخميس بالقاعة الكبرى لفاسالمدينة، ستحييه كل من مجموعة طلبة دار بناني للسماع بفاس والمجموعة التازية لمدح خير البرية من مدينة تازة . ويتضمن برنامج الدورة 18 من هذا المهرجان تنظيم مجموعة من الحفلات الفنية الخاصة بليالي الذكر والوصلات الفنية الصوفية التي سيحتضنها عدد من الزوايا المعروفة بدورها الكبير في صيانة ونشر هذا التراث الفني، منها جلسة للسماع الصوفي والمديح بالزاوية الوزانية، وأخرى بالزاوية الدرقاوية، وثالثة بزاوية ماء العينين، فضلا عن تنظيم حفلة رابعة للسماع والمديح بزاوية سيدي أحمد التيجاني، وكلها فضاءات توجد بالمدينة العتيقة داخل الأسوار . كما ستعرف دورة هذه السنة التي يتزامن تنظيمها مع الاحتفالات المخلدة للموسم السنوي لمولاي إدريس الأزهر، مؤسس مدينة فاس، تنظيم سهرات رسمية لفن السماع والمديح بالقاعة الكبرى لفاسالمدينة بمشاركة عدة فرق فنية من مختلف المدن المغربية منها مجموعة صفوة المحبين ( الرباط ) والمجموعة الكبرى لمادحي مدينة فاس، ومجموعة الحضرة الشفشاونية ( شفشاون ) بالإضافة إلى المجموعة الكبرى لمادحي الدارالبيضاء . موازاة مع هذه السهرات واللقاءات الفنية ستتميز دورة هذه السنة في الشق الأكاديمي بتنظيم ندوة فكرية تبحث موضوع ( دور السماع في إشاعة قيم التآلف والمحبة الإنسانية ) بمشاركة مجموعة من الباحثين والمتخصصين في هذا الموروث الثقافي والفني، إلى جانب تنظيم مباراة في فنون السماع لفائدة الشباب ( أقل من 20 سنة ) وكذا معرض لفنون السماع والتراث بإحدى الساحات العمومية . وكانت الدورة 17 من المهرجان الوطني لفن المديح والسماع التي شاركت فيها فرق في السماع الصوفي من لبنان، عرفت تنظيم عدة سهرات بمركب الحرية بفاس، إلى جانب إحياء ليالي من ( الذكر ) ووصلات فنية صوفية احتضنها عدد من الزوايا المعروفة بدورها الكبير في صيانة ونشر هذا التراث الفني . ويروم مهرجان فاس لفن المديح والسماع الذي يندرج ضمن المهرجانات التراثية التي تحتضنها مدينة فاس على مدار السنة، المحافظة على هذا التعبير الفني وصيانته وضمان استمراريته كمكون أساسي ضمن مكونات الموروث الثقافي والفني المغربي .