تدور أحداث الفيلم، الذي يجري تصوير مشاهده بالدارالبيضاء، حول شخص يفقد محفظة نقوده، وهو في طريقه إلى الفيلا التي يقطنها، دون أن ينتبه لذلك. تحاول فتاة أن تلحق به لتعطيه محفظته، لكن يعترض طريقها لص كان يتربص بصاحب المحفظة، وينزعها منها. فيطارده حارسي أمن ويتمكنا من محاصرته، يلقي اللص بالمحفظة خلف سور حديقة، فتقع على رأس متشرد نائم هناك. يستيقظ المتشرد، وحين يشاهد المال الكثير الموجود بالمحفظة، ينبهر فيغمى عليه. يمر بعد ذلك شاب وحبيبته، فيعثران على المحفظة، يختلفان حول طريقة صرف النقود. وفي تلك الأثناء، يمر شخص بدراجته النارية فينتزع بدوره المحفظة منهما، لكنه يتعرض، أثناء هربه، لحادث إذ تصدمه سيارة لترديه قتيلا. يخبر الطبيب عائلة اللص بوفاته، وتسلمهم ممرضة أغراضه وبها المحفظة التي لا يعيرونها أي اهتمام، فتضعها المكلفة بنظافة المستشفى في حاوية القمامة. يعثر عليها مجددا "بوهالي" يشتغل بالبحث عن أشياء لها قيمة داخل حاويات القمامة. يضعها داخل طاقيته، ويهيم بين الشوارع والأزقة حتى يصل إلى المكان حيث سقطت المحفظة أول مرة. يسمع صوت الآذان، فيترك عربته ليذهب إلى الصلاة بعدها ينطلق ناسيا خلفه الطاقية وبداخلها المحفظة. يخرج الرجل فيجد محفظته. يعتقد أنها لم تراوح مكانها الليل كاملا. إذن، هي أحداث تتوالى بانسيابية، لا تترك المجال للمشاهد التقاط أنفاسه إلا عند اللقطة الأخيرة من الفيلم، ما يجعل المخرج يستخدم عنصر التشويق بشكل سلس. يقوم بأدوار الفيلم عمر السيد، جمال لعبابسي، محمد حميمصة، حميدة اليوسفي، سمير السعودي، أمين بنجلون، جيهان خليل، فاطمة أڭلاز وآخرون... كما يعتمد المخرج على وجوه شابة تظهر لأول مرة على الساحة السينمائية. وتأتي هذه التجربة السينمائية الأولى بالنسبة لغباري الهواري، في إطار دراسته السينما ببلجيكا، غير أن دراسته الأولى في الاقتصاد ثم السينما لم تثنه عن عشقه للشعر. غباري الهواري من مواليد 1973، درس الاقتصاد بالمغرب، قبل أن يتابع دراسته في التخصص نفسه بلييج البلجيكية، التي استقر بها منذ 1999. له عدة مقالات للرأي تنشر في عدد من الجرائد الوطنية والمواقع الإلكترونية. صدر له ديوان شعري بعنوان "حدثني الماء"، وشارك في أعمال أدبية جماعية مثل " بروكسيل المغربية" الصادر باللغة الفرنسية، مع نخبة من المبدعين والمثقفين المغاربة. من المنتظر أن ينطلق في تصوير ثاني أعماله السينمائية ببلجيكا، خلال الشهور المقبلة.