تم مؤخرا تصوير الشريط السينمائي القصير «ميساج» للمخرج والممثل الشاب نور الدين الطويل بمشاركة مجموعة من الممثلين والتقنيين والموسيقيين الشباب ينحدر أغلبهم من مدينة الصويرة، ويعد الشريط تجربتهم الأولى. الشريط مدته 16 دقيقة من إنتاج نور للإنتاج الفني، تصوير ومونتاج سفيان بوهالي، صوت أناس الهياج، موسيقى عبد الصمد عمارة ، علي الصلح، تشخيص نورالدين الطويل، يوسف آيت أوبلال، سهام أزطوطي، مكدول نسيف، عبد الرحيم قادش و ثورية بوهالي وسيناريو وإخراج نور الدين الطويل. الشريط، الذي تم تصويره بمدينة الصويرة بتكلفة لا تتعدى 5000 درهم، ويناقش إشكال التربية المتشددة، تدور أحداثه حول قصة شاب يمتهن اللصوصية، يسرق ذات يوم حقيبة إحدى الفتيات، حيث يعثر على هاتف نقال، تصله رسالة نصية من عشيق الفتاة يبلغها موعد لقائهما، فيقرر الشاب الذهاب لرؤية العشيق نيابة عن الفتاة . التحول سيقع حين لقاء السارق بالعشيق، إذ سيقوم بضربه واختطافه ليتبين من خلال استرجاع مجموعة من الأحداث التي طبعت طفولة السارق بأنه يعاني مرضا نفسيا جراء سوء المعاملة الأبوية. المخرج الشاب نور الدين الطويل منتوج جمعوي خالص لمدينة الصويرة، يراكم في هدوء تجربة غنية حيث تدرج من المسرح إلى التلفزيون إلى السينما الوطنية إلى العالمية من خلال سلسلة من الأدوار انطلقت من المسرح من خلال مسرحيات «ثلاث ليالي مع مادوكس» و «خدع سكابان » لنفيسة الدكالي، «مذكرات أحمق» للطيب الصديقي، «برلمان الشارع» لمصطفى نظيف. وفي التلفزيون شارك في الفيلم التلفزيوني «الركراكية» لكمال كمال، «رياض المعطي» لإدريس الإدريسي، «المجدوب» لفريدة بورقية، ومسلسل «الأبرياء» لعلي الطاهري. كما شارك في الأفلام السينمائية «شي غادي وشي جاي» لحكيم بلعباس، «بيوت من مكة» للمخرج السوري حاتم علي، «بوليس دولة حلال» لرشيد دهيبو. نور الدين الطويل سيشارك في تصوير مسلسل «شوك السدرا» لشفيق السحيمي، يتابع تكوينا أكاديميا بتونس مدته سنتين بالمركز العربي الفرنسي للتكوين والأبحاث المسرحية ويحترف العمل الفني. يعتبر أن المواهب المحلية لمدينة الصويرة تعاني حالة نكران فظيع مقارنة مع الاهتمام والتقدير الذي تلقاه خارج مدينة الصويرة والدليل هو فيله القصير الذي لم يلق أي دعم من أية جهة. التقينا رفقة نور الدين الطويل الممثل مكدول ماصيف، يعتبر شريط «ميساج» الذي يلعب فيه دور جار السارق تجربته الثانية، يحترف المجال الفني وتشرق في عينيه فرحة النجومية والأمل في أفق أكثر إشراقا بمدينة الصويرة التي تصارع مواهبها ضد صورة الهامش التي تلتصق بجلد مدينتهم التي تفتقد للمسارح ودور السينما والمركبات الثقافية تتيح استنبات ذوق فني يبوء النخب الفنية الصاعدة مكانتها التي تستحقها.