سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصحافي الفرنسي إيريك لوران يعترف بطلب أموال من المغرب مقابل عدم نشر كتاب حول المملكة توجيه تهمة 'الابتزاز والمساومة' للصحافيين الفرنسيين ومحامي المغرب يعرب عن ارتياحه لمآل القضية
قالت الصحيفة استنادا إلى مصدر مقرب من الملف إن إيريك لوران اعترف خلال مدة خضوعه للحراسة النظرية التي بدأت، مساء الخميس المنصرم، أنه "قدم عرضا من ثلاثة ملايين ثم مليوني يورو للمغرب، مقابل تخليه عن نشر كتاب حول المملكة أنجزه بالاشتراك مع الصحافية كاثرين غراسيي". وكان الصحافيان المتهمان، مساء الجمعة الماضي، مثلا أمام قاضي التحقيق الذي وجه إليهما تهمة الابتزاز والمساومة، ثم أفرج عنهما مع الخضوع للمراقبة القضائية، عقب وضعهما رهن الحراسة النظرية لأزيد من ثلاثين ساعة بمقرات فرقة مكافحة الجرائم ضد الأشخاص، مباشرة بعد إيقافهما، الخميس الماضي. قناة تلفزية فرنسية تنشر الوثيقة الخطية للصحافيين نشرت القناة التلفزية الفرنسية (بي .إف.إم. تي.في)، أول أمس السبت، الوثيقة الخطية التي وقع عليها الصحافيان، إيريك لوران، وكاثرين غراسيي، المتهمان بمحاولة ابتزاز المغرب، وهو ما يشكل حجة دامغة على تورطهما. وذكرت القناة أنها حصلت حصريا على هذه الوثيقة المؤرخة بتاريخ 27 غشت 2015، التي يتعهد من خلالها الصحافيان ب"عدم كتابة أي شيء حول المغرب" و"عدم التحدث علنا حول هذا البلد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، أو عن طريق وسطاء" أو "كشف معلومات ...حول هذا الموضوع". كما يلتزم إيريك لوران وكاثرين غراسيي، في هذه الوثيقة، التي نشرتها القناة على موقعها الإلكتروني، "بعدم إطلاع أي كان وبأي شكل من الأشكال على الوثائق والمعلومات التي بحوزتهما". وفي مقابل ذلك يقر الصحافيان بتسلمهما مبلغ 80 ألف يورو من المبلغ الإجمالي البالغ ثلاثة ملايين يورو. محامي المغرب يعرب عن ارتياحه لمآل القضية أعرب دفاع الطرف المغربي عن "ارتياحه" بشأن مآل المحاكمة التي يتابع من خلالها الصحافيان إريك لوران، وكاثرين غراسيي، بتهمة محاولة "ابتزاز المغرب". واعتبر المحامي إريك دوبون موريتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أول أمس السبت، عقب توجيه تهمة الابتزاز والمساومة لهذين الصحافيين، أن توجيه الاتهام إليهما يعتبر "أقل ما يمكن فعله" بالنظر إلى الأفعال المنسوبة إليهما بعد ضبطهما متلبسين. وأضاف "هما اللذان اتصلا بالديوان الملكي، وهما من تسلما الأموال، وهما اللذان وقعا وثيقة يلتزمان فيها بعدم إصدار كتاب يفترض أنه قد يشكل إزعاجا للمغرب، مقابل مبلغ مالي قدره ثلاثة ملايين يورو". وقال المحامي دوبون، الذي كان أكد أن الأفعال المقترفة من قبل هذين المتهمين تؤكد تورطهما في عملية ابتزاز ومساومة جديرة بعتاة الخارجين عن القانون إنه "إذا لم يكن هذا الفعل ابتزازا فإن الكلمات لم يعد لها مدلول". صحافيون مغاربة يعتبرون القضية "فضيحة القرن" في حالة الإدانة أكد نور الدين مفتاح، رئيس الفدرالية المغربية لناشري الصحف، ويونس مجاهد، الأمين العام للمجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن قضية ابتزاز المغرب من قبل صحافيين فرنسيين ستشكل في حالة الإدانة "فضيحة القرن" وتفتح النقاش حول مدى موضوعية الصحافة الدولية ومدى خضوعها للضغوطات والتوازنات. وعبر مفتاح ومجاهد، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، يوم الجمعة المنصرم، عن استنكارهما الشديد لسلوك الصحافيين الفرنسيين إريك لوران وكاثرين غراسيي، اللذين جرى توقيفهما، يوم الخميس المنصرم بباريس بتهمة "ابتزاز المغرب". وفي هذا الصدد، قال مفتاح إنه في حال إدانة الصحافيين الفرنسيين ستكون "فضيحة القرن المهنية"، التي "تتطلب منا كمنظمات مهنية أن نتحرك مع منظمات مهنية أخرى حتى في فرنسا، التي ليست كلها تقبل مثل هذا الفعل"، مشددا على أن هذا الابتزاز هو "عمل مدان ومشين ولا علاقة له بأخلاقيات المهنة". وذكر أن 90 في المائة مما كان تضمنه كتاب "الملك المفترس"، الذي وقعه إريك لوران وكاثرين غراسيي، هو عبارة عن نقل لمقالات سبق أن كتبت في الصحافة المغربية، مضيفا أن إصدار هذا الكتاب كان "محاولة انتقامية"، و"نحن نبهنا إلى ضعف الكتاب إلى أن جاءت هذه الواقعة". وقال "نحن نعرف أن خصوم المغرب خصوصا في قضية الوحدة الترابية هذه هي رياضتهم المفضلة، يشترون الناس لهذه الأغراض". وخلص مفتاح إلى القول إن الواقعة هي درس كبير وحدث تاريخي لن ينسى في تاريخ العلاقات بين الصحافة الفرنسية والمغرب. من جهته، أعرب مجاهد عن استنكار النقابة الوطنية للصحافة المغربية الشديد لمثل هذه الممارسات، مؤكدا أن الصحافة هي مهنة عمادها الأخلاقيات والضمير، ولا يمكن القبول من الناحية المبدئية أن يتحول أي صحافي إلى ممتهن للابتزاز. وقال إن ما وقع مسألة مؤسفة لكن من إيجابياتها أنها تفتح النقاش سواء على الصعيد الوطني أو الخارجي حول هذا النوع من الممارسات، متسائلا "هل الصحافة هي عبارة عن ابتزاز والموقف يتغير حسب المبالغ والامتيازات والأموال التي تقدم ". وأكد مجاهد أنه يتعين أن تأخذ المسألة هذه الأبعاد الحقيقية للنقاش، مشددا على تقاسم مبادئ المهنية وأخلاقيات العمل الصحفي مع كافة المهنيين بصفة عامة عبر العالم. من جانب آخر، دعا الأمين العام للمجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، إلى التعامل مع هذه المسألة ومع مثيلاتها بوقفة تأمل حقيقية، لافتا إلى أن هذا النوع من الممارسات الابتزازية ليس جديدا. على الصعيد الخارجي، أكد مجاهد أنه يتعين طرح المسألة للنقاش من قبل النقابات والهيئات الصحفية الفرنسية والعالمية، على اعتبار أن هذه ممارسة "ليست بسيطة ولا بد من موقف ورد فعل في المستوى". بداية القضية وكان أحد المحامين بباريس أعلن على أمواج إذاعة (إر تي إل) الفرنسية عن إيقاف الصحافيين الفرنسيين إريك لوران وكاثرين غراسيي بباريس بتهمة "ابتزاز المغرب". وأوضح اريك دوبون موريتي، محامي المغرب، أن الصحافي الفرنسي إريك لوران كان اتصل بالديوان الملكي ليعلن أنه بصدد التحضير لنشر كتاب حول المغرب بمعية كاثرين غراسيي، لكنه أعرب، بالمقابل، عن استعداده التخلي عن ذلك مقابل تسليمه مبلغ ثلاثة ملايين أورو. وبعد اجتماع أول بين الصحافي الفرنسي والمحامي الذي يمثل الجانب المغربي، قررت المملكة المغربية وضع شكاية في الموضوع لدى النائب العام بباريس. وعقد اجتماع جديد مع الصحافي الفرنسي تحت مراقبة الشرطة والنيابة العامة، تم خلاله تسجيل أقوال إريك لوران كما تم أخذ صور. وفتح تحقيق قضائي من طرف النيابة العامة لباريس، وتولى ثلاثة قضاة تحقيق البحث في هذا الملف، الذي اعتبر المحامي دوبون أنه "خطير على نحو استثنائي". وخلال الاجتماع الثالث الذي عقد، الخميس الماضي، تحت مراقبة الشرطة، تم تسليم مبالغ مالية للوران ولغراسيي، اللذين قبلاها بل ووقعا على عقد، وهو توقيع يؤكد تورطهما وابتزازهما الجدير بالمجرمين. وخلال الاجتماع الثالث الذي عقد الخميس، تحت مراقبة الشرطة، تم تسليم مبالغ مالية للوران ولغراسيي، اللذين قبلاها بل ووقعا على عقد، يلتزمان من خلاله بعدم إصدار كتاب حول المغرب.