استمتع الجمهور المحلي والزوار الذين توافدوا بكثرة على المدينة مطلع الشهر الجاري لقضاء إجازاتهم الصيفية، بأبدع الأغاني الصوفية التي تغنت بالحب الصوفي، والتي شنفت بها الفنانة المتألقة، وصاحبة الصوت الدافئ، كريمة الصقلي، أسماعه في أجواء فنية روحانية، صفق لها الجمهور طويلا تعبيرا منه عن عمق الاعجاب والاستحسان والتشبث بالطرب الأصيل واللحن الجميل. كما أتحفت مجموعة رحوم البقالي للحضرة الشاونية الجمهور بأدائها المتميز لباقة من أغانيها الناجحة التي تمجد الرسول الأمين وآل بيته الكرام، وتدعو إلى المحبة والتآخي بين الناس على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم، واقترحت الفرقة الأميرية للموسيقى لموكادور بقيادة الفنان المتميز عبد الصمد عمارة، موشحات صوفية غنية بالدلالات والرموز، تفاعل الحاضرون مع رسائلها الصوفية التي تفصح وتعبر بشكل واضح عن الثقافة الروحية لسكان مدينة الصويرة المشهود لهم عبر التاريخ القديم والمعاصر بالطيبوبة واحترام الآخر بغض النظر عن ديانته أو جنسيته أو لونه أو فكره. لوحات فنية ولمسات روحية تراثية استمتع بها المحليون والزوار على مدى يومين بكل من ساحة المنزه ودار الصويري ومقرات الزوايا الصوفية، وسحرت آذانهم بالكلمة الموزونة واللحن الجميل والأداء المتقن، وبهدا تكون الدورة الأولى للملتقى الدولي للزوايا وموسيقى الحال بالصويرة قد حققت أهدافها المسطرة من قبل المنظمين، المتمثلة في التعريف بالمؤهلات التراثية لمدينة الرياح وتسويقها بشكل جيد لدى المواطنين القادمين من مختلف المدن المغربية ولدى السياح الذين حجوا بكثرة إلى المدينة من مختلف القارات لقضاء عطلتهم السنوية بها، كما نجح المنظمون، حسب أكثر من مصدر التقته "المغربية"، في إبراز أن سكان الصويرة متشبعون بالقيم الكونية المتعارف عليها والمتمثلة أساسا في التسامح والتعايش، وتعزيز ثقافة السلام وتلاقح الحضارات بعيدا عن أي غلو أو تطرف مشين. جدير بالذكر أن الملتقى عرف تنظيم ندوة ثقافية حول "الزوايا والطرق الصوفية بالصويرة، واقع وآفاق" بمشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين من المغرب وخارجه. وفي لقاء ب "المغربية" صرح عدد من الفاعلين الجمعويين المحليين، أن مدينة الصويرة أضحت مند سنوات في أمس الحاجة لمثل هذه المهرجانات الفنية والثقافية والرياضية، بغية تسويق صورتها على الصعيدين الوطني والعالمي، على اعتبار أنها اتخذت التوجه السياحي وسيلة لتحقيق تنميتها المنشودة، الأمر الذي يتطلب، حسب المصادر ذاتها، الاعتناء بشكل جدي ومتقن بحلتها، وتحسين جمال صورتها، ودعم ملتقياتها الإبداعية المختلفة دون إقصاء أو تمييز.