أما العاملون في الحافلات فلا يتوانون في استقطاب الناس لحافلاتهم الشاغرة والمتأهبة للانطلاق، وإن كان آخرون يفضلون حجزها من الشبابيك درءا للمشاكل. داخل محطة أولاد زيان، ترتكن حافلات عديدة في أرصفتها الخاصة والمرقمة، وكل عامل يسعى إلى اجتذاب المسافرين الذين يتنقلون بين أرجاء الحافلات قبل حجز التذكرة، في استقصاء منهم لوضعها الميكانيكي، فيما العاملون يرددون عبارات تغري باختيار حافلاتهم التي تضمن لهم متعة السفر، في إشارة منهم إلى خلوها من الأعطاب وتميزها بالترتيب والنظافة. بمدخل محطة أولاد زيان، توجد لوحة معلقة على مرمى النظر، تنبه المسافرين لأن يسحبوا تذاكر سفرهم من الشبابيك المخصصة داخل المحطة الطرقية التي تحمل رقم الرصيف والتوقيت، مع التنصيص على أن "كل مسافر سحب تذكرة سفره خارج شباك المحطة لا تقبل منه أي شكاية". المشاكل التي تقع للمسافرين جراء حجزهم لتذاكر خارج الشبابيك، قادت إدارة المحطة إلى التذكير عبر إعلانها الثابت بالمحطة بأن اقتناء التذاكر من الشبابيك يعفي المسافرين من الوقوع في إكراهات تعرقل سفرهم وتشوش على راحتهم، ذلك أن تذاكر الشبابيك مضمونة ومضبوطة بأرقام المقاعد وموعد انطلاق الحافلات. كما تعتبر إدارة المحطة حجز تذاكر الحافلات بوساطة عاملين فيها أمرا غير قانوني، وهي تخلي مسؤوليتها في حال اعتماد هذه التذاكر وتعرض صاحبها لمشكل مع العاملين بالحافلة المعنية، غير أن بعض المسافرين يجدون في هذا النوع من التذاكر وسيلة تساعدهم على ربح الوقت والانتقال إلى الوجهة المحددة. تهافت المسافرين على السفر في اليومين الأخيرين من العيد هو ما يؤدي إلى الازدحام في المحطة في أجواء مرهقة، تزداد عبئا بحمل الأغراض الثقيلة، ومصاحبة الأطفال الصغار. أما إدارة محطة اولاد زيان فتؤكد أنها تعمل عند كل مناسبة، بتنسيق مع الجهات المعنية، على توفير الظروف الملائمة لتيسير الرحلات للمسافرين، من خلال تعزيز الفرق الأمنية بالمحطة، وكذا تشديد المراقبة على أسعار التذاكر، حتى لا ترتفع بطريقة مهولة، إلى جانب مراقبة جودة المأكولات حفاظا على صحة المسافرين، ثم إعادة صيانة بعض المرافق، وكذا الإنارة العمومية، لتحسيس المسافر بالأمن في أرجاء المحطة.