مشهد المقاهي بالدارالبيضاء يكشف حاجة هؤلاء إلى مرافق تبدد ثقل التعب اليومي، إذ يتوافد عليها الزوار باضطراد إلى حد يتعذر على البعض الجلوس، بعد أن تكتظ بشكل لافت، وتمتلئ الكراسي بالوافدين الذين يطيل بعضهم الجلوس إلى ساعات متأخرة من الليل. تزامن شهر رمضان مع فصل الصيف يشجع الكثيرين على الخروج من المنازل لتغير الأجواء واقتناص أوقات ممتعة في اللقاءات مع الأصدقاء. فبكل منطقة من الدارالبيضاء، توجد مقاه كثيرة بمواصفات وتجهيزات مختلفة ومساحات متباينة، ويبقى للوافد حرية الاختيار، خاصة عند اللحظات الأولى بعد الإفطار، أما حين يشتد الإقبال، فيصبح لزاما على البعض إيجاد مكان شاغر، بصرف النظر عن المقهى وخصوصياتها. أما بعض المقاهي، التي تمتد على مساحة شاسعة وتؤثث فضاءها بطاولات وكراس فاخرة، فإن القائمين عليها يخصصون مساحات أخرى خارج المقهى لزرع مظلات شمسية وطاولات وكراس، استقطابا لأكبر عدد ممكن من الوافدين، وهذا ما يفضله الزبناء، لأنه فضاء مفتوح على الهواء الطلق، بعيدا عن تبعات دخان السجائر وصخب دردشات الزبناء، خاصة أن مداخلهاتستقبل كل لحظة أفواجا من الوافدين، ليكون الإقبال كبيرا يصعب معه أحيانا الشعور باحتساء قهوة في مثل هذا الفضاء. في هذه المقاهي المكتظة، يعبر الزبناء عن انسجامهم مع الأجواء بإبداء حركات وإيماءات، تتماشى مع نقاشاتهم المستفيضة، وآخرون يركزون أنظارهم على مشاهد الشارع أمام المقهى. مهما اكتظت المقاهي، فالبعض لا يتوانى في ارتيادها خلال أيام رمضان، بحثا عن فرصته في الجلوس للاستمتاع بحركية الشوارع والمارة، ومتابعة أطوار مباريات كرة القدم على قنوات أجنبية. أما آخرون فيتحينون الوقت المبكر لارتياد المقاهي واختيار طاولة في زاوية ملائمة له بفضائها، والبدء في تفاصيل عريضة لنقاشات ليس بالضرورة أن تكون مجدية.