إنه الفنان السوري شادي رحال الملقب بنجم "هوارة المغربية".. والذي ألف أغنياته عن المغرب وتغنى بسكانه وأهله وجماله وتراثه كما لم يفعل أي فنان عربي آخر. يغني بحب وصدق ما أكسبه إعجاب واحترام الجمهور المغربي. عن هذا الحب وعن مساره الفني ومقامه بالمغرب يتحدث شادي رحال في هذا الحوار ل "المغربية". من هو الفنان شادي رحال؟ الفنان شادي رحال سوري من اللاذقية موالد 1972، كانت بداياتي في بيتنا الصغير ووسط جمهوري، الذي ساندني أولا، وهم أهلي وأصدقائي، وخاصة أبي وأمي رحمها الله. وكان ذلك بمدينتي التي أعشقها وهي اللاذقية، مدينة الفنون والثقافة. انتقلت بعدها إلى لبنان ومصر وايطاليا وألمانيا وسويسرا، واستقر بي المقام في بلد عشقته وأحببته بأهله وناسه وأرضه، وهو المغرب، وها أنا أواصل مسيرتي الفنية مع أهلي هنا بالمملكة المغربية. قدمت أغنية في حق المغرب وشعبه وأطلقت عليها "الهوارة المغربية". لماذا هذه الأغنية؟ ولماذا الهوارة؟ الهوارة، كما تعرفون، هي تراث معروف في لبنان وسوريا وفي عموم الشام، وهي موسيقى وإيقاعات محبوبة من الجميع. حين أتيت المغرب وتعرفت على الأماكن السياحية التي كنت أقصد زيارتها لفترة معينة، قبل السفر من جديد، بصراحة لم أعد أطيق الابتعاد كثيرا عن المغرب. فبعد ان زرت الدارالبيضاء ومراكش واكادير وتذوقت الاكلات الشعبية الرائعة، ولمست كرم الناس وحبهم للضيف، مددت مدة زيارتي أكثر، وحضرت مباريات لكرة قدم، وما زالت مناظر الجماهير عالقة بذاكرتي. كانت الأيام تمضي سريعا، وأنا أزداد تعلقا بهذه الأرض، وبهذا الشعب الطيب، إلى أن قررت الاستقرار هنا. هذا دفعني إلى أن أترجم ما أعيشه يوميا في حضن هذا البلد وما أقف عليه من جمال مدنه وأكلاته الشعبية المتميزة وأنديته الرياضية الرائعة في لوحة فنية من روحي وإحساسي، فجاءت فكرة الهوارة المغربية، التي لاقت نجاحا ملفتا سواء بالمغرب، أو لدى المغاربة المغتربين خارج حدود الوطن. إنها أيضا عربون عرفان وتقدير اولا لجلالة الملك محمد السادس، وثانيا للشعب المغربي الرائع.. عن كل ما قدمته المملكة المغربية في سبيل تسوية وضعية اللاجئين السوريين، ومساعدتهم سواء على أرض المغرب أو بمخيمات اللاجئين بالأردن. ما هو تقييمك لمدى الإقبال الذي حظيت به هذه الأغنية من قبل المغاربة؟ هذا الإقبال ألمسه كلما غنيتها، ولعلني في ملتقى ابن جرير للإعلام لمست ذلك من الجمهور الذي طلبها أكثر من مرة، كما حظيت بذرع تكريم حينها. حين يكون دافع كتابة الأغنية هو الحب، فأكيد تجد قلوبا تسمعها قبل الآذان، فأنا كتبتها وأنجزتها من قلب أحب المغرب وأهله، فكان طبيعيا أن تصل لقلوب الجمهور وأنا جد سعيد لما لقيته من نجاح، عسى أن تلقى أعمالي المقبلة الإقبال نفسه. تستقر حاليا بالمغرب. إلى أي حد ترتاح لمقامك في هذا البلد؟ ولماذا المغرب بالذات وليس أي دولة أخرى عربية أو أوروبية مثلا؟ كما أخبرتك، انا استقريت فعلا بعدة بلدان أوروبية، ولقيت نجاحا كبيرا فيها. ولعل سويسرا أكثر بلد ذاع فيها اسمي وصيتي، ولكن أجد أن المغرب بلد مختلف عن بقية البلدان العربية والأوروبية، أولا لأنه بلد مسلم يحافظ على تراثه وعراقته وأصوله العربية والأمازيغية، وثانيا هو بلد مستقر وآمن، والكل يعيش فيه في راحة بال، ولا يفرق أهله بين الضيف وبين صاحب البيت، فكيف لا أعشق المغرب؟ لا أعتقد أن هناك من يأتي المغرب زائرا ويفكر بعدها في مغادرته. كيف يختار شادي رحال كلماته حتى تكون قريبة من أذن المتلقي المغربي؟ ببساطة وعفوية، أنا عادة من يكتب كلمات أغانيه وهذه الأغنية مثلا لم تكلفني سوى الاستماع لقلبي، وهو من أملى علي كلماتها، فقد كنت أعبر عن أشياء رأيتها وعشتها. ما مدى تواصلك مع المطربين المغاربة؟ وهل من إمكانية مشروع تعاون بينك وبين أحدهم في المستقبل؟ ليس هناك تواصل كبير مع المطربين المغاربة إلا في بعض البرامج مثلا، ولكن هناك تواصل مع فنانين وموسيقيين مغاربة عموما، ومن بينهم الاستاذ أحمد غزير، وهو من أهم أساتذة علم الصوت في المغرب، الذي كنت أتلقى تمارين صوت لديه في الكونسرفتوار، وساعدني أيضا في الاستوديو والتسجيل، وأنا ممتن له كثيرا. أيضا هناك المايسترو الكبير صلاح الشرقاوي، والحاج يونس وغيرهما... ليس لدي مانع من التعاون مع أي فنان مغربي بل بالعكس يشرفني ذلك. ما هي مشاريعك المستقبلية؟ حاليا، أنا بصدد إنجاز ألبوم. لكن هناك أغنية عن المغربيات، اسمها "المغربية يا أشرف الناس". إنها ليست أغنية لمجرد الغناء، بل أنا أعني ما أقوله، وما كتبته في كلمات. فمن يتعرف على هذا البلد، ويعرف عراقته وتاريخه يدرك قيمة عمل المرأة إلى جانب الرجل هنا. فالنساء المغربيات كن رائدات في مجالات شتى، وهذا معروف تاريخيا، لكن هناك بعض المغرضين الذين قد يتحدثون بسوء عنها، فقط للتشويش على هذا البلد وفي محاولة لتشويه سمعته، ولهذا أعتبر الأغنية القادمة هدية متواضعة للمرأة المغربية، أريد من خلالها تقديم شهادة في حقها، لأني أعتبر نفسي أكثر واحد يمكنه التحدث عن ذلك بحكم مقامي كل هذه السنوات بينكم وتعرفي على حقيقة المرأة المغربية التي عاينتها شخصيا.