بعد أن أبدعت وتألقت من خلال الألبومات الغنائية المتنوعة، خليجية وكلاسيكية..، تعود الفنانة المثقفة فدوى المالكي لتعطي نفسا جديدا للأغنية المغربية من خلال أغنيتي «باغي تامر» و«تساوي»، وتحضر أيضا لألبوم جديد سيغني، ولا شك، ريبرتوار الأغنية المغربية. العودة بقوة إلى حظيرة الأغنية المغربية ترى فدوى المالكي أن الأمر لا يرتبط بأية خصومة أو تعال بقدر ما أن الظروف لم تكن سانحة من قبل لإنتاج أغنية مغربية متكاملة كما تراها وكما حملت بها دوما في مخيلتها. لأول مرة في الساحة الفنية تشرك فدوى المالكي جمهورها المغربي و العربي في اختيار و انتقاء الأغاني التي ستؤديها في مهرجان موازين في دورته المقبلة.. عن هذا الجانب وجوانب أخرى كان لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» الحوار التالي مع صاحبة أغنية «الأماكن» بلغة موليير. { وأخيرا تؤدي الفنانة فدوى المالكي أغنيتين باللهجة المغربية بعد أعمال كثيرة خليجية، هل يمكن أن نقول أن فدوى تصالحت مع الأغنية المغربية؟ لم أكن يوما ما متخاصمة مع الأغنية المغربية. لكن لم تكن الظروف سانحة من قبل لأجل إنتاج أغنية مغربية متكاملة كما أراها أنا وكما حلمت بها دوما في مخيلتي. { أغنية «باغي تامر» أغنية تختلف عن الأغاني الكلاسيكية المغربية، هل هذا هو التجديد الذي تؤمن به فدوى المالكي، أم هو مجرد موضة من باب خالف تعرف رغم أنك مشهورة؟ أكيد ليس من باب اتباع الموضة . الأغنية لابد أن تكون جديدة ومختلفة وتلمس قلبي وأحاسيسي كفنانة لها رؤية للأغنية المغربية. عندما أسمعني الملحن والموزع المغربي مراد الكزناي الأغنية فرحت بها كثيرا وظللت أترقب بلهفة كيف ستنتهي الأغنية بعد تسجيلها كاملة. وفعلا لم يخب ظني لأنها كانت تحفة فنية أفتخر بتقديمها وفرحت بردود الفعل من الجمهور المغربي والعربي الذي أعجب كثيرا بالأغنية «باغي تامر» من كلمات المبدع المغربي توفيق أبو زهير { ما الذي شد فدوى المالكي إلى هذه الكلمات لكي تتبناها، وما الجديد التي ترين أنه شكل إضافة إلى الأغنية المغربية؟ شدني الشكل العصري للكلمات بالروح المغربية الأصيلة . والإضافة تتمثل في كوني استطعت نقل أحاسيس امرأة مغربية تشتكي من حب يتملكها، ولكن يؤذيها بنفس الوقت بشكل موسيقي عصري متقيد بإيقاع أقلال المغربي الأصيل. { كيف استقبل جمهورك الواسع خاصة في الخليج هذا العمل؟ يتم بث الأغنية عبر الإذاعات الخليجية. وقد غناها عدد من المطربين الخليجيين عبر مواقع التواصل تعبيرا منهم عن إعجابهم بأدائي وإحساسي.. في ظرف وجيز أديت أغنيتين منها أيضا "ساوي" هل أغنية واحدة لا تكفي للتصالح مع اللهجة الأم وبصيغة أخرى هل أغنية واحدة لا تكفي لكي يتعود الجمهور المغربي على فدوى المالكي وهي تؤدي الأغنية المغربية وتكريس هذا النمط الجديد؟ { لماذا لا تقول إنني احضر ألبوما مغربيا كاملا . سوف تستمع وترى المفاجآت التي أحضرها لجمهوري داخل وخارج المغرب. وجهت لك الدعوة للمشاركة في المهرجان الدولي موازين، ماذا عن هذه المشاركة، وهل ترين أنه يجب على الفنان المغربي أن يصنع اسمه الفني خارج الوطن حتى يتم الاعتراف به؟ أنا سعيدة بالالتقاء بالجمهور المغربي . أكيد أنه على الفنان أن يحقق اسما كبيرا حتى يستطيع الغناء في أي مهرجان ضخم . ولا تنسى أن موازين هو ثاني أضخم مهرجان بالعالم ينظمه المغرب . وأقول للكل أعدكم بحفل تاريخي بإذن الله على منصة النهضة يوم الجمعة 5 يونيو 2015 بإذن الله { ما هي الأغاني التي ستتحفين بها جمهورك في هذا المهرجان؟ أغنياتي أكيد التي تعرف بها الجمهور علي وأغنياتي المغربية طبعا، وبعض كلاسيكيات التراث المغربي والعربي.. وأنا طلبت من الجمهور أن يحدد لي الأغاني التي يود سماعها من خلال حساباتي تويتر وفيسبوك وانستقرام { هل هذه المشاركة هي التي دفعتك للغناء باللهجة المغربية؟ أكيد لا يا عزيزي . عرض موازين جاء بعد تسجيلي لأكثر من 7 أغاني مغربية . غنائي بالمغربي يأتي ضمن مخطط كبير احضره للإحساس بلهجة بلدي الأم المغرب . وهذا بلدي وواجب علي أن اخدم لهجة بلدي وشرف لي ولكل أحد الغناء باللهجة المغربية الرائعة والمفهومة . علينا فقط أن نخدمها إعلاميا . لكن أنا سعيدة بالصدفة التي جعلتني سأغني بمهرجان موازين وفي جعبتي أغان مغربية حضرت خصيصا لصوتي. { هل الأغنية المغربية يمكن أن تدر أموالا تغني الفنان مقابل الأغنية الخليجية، وما لفرق بينهما فيما يتعلق بالجانب المادي؟ بصراحة الموضوع لا يتعلق باللهجة . الفنان يربح ماديا عندما يحبه الجمهور وتكون له إدارة أعمال جيدة تروج له ولأعماله بغض النظر عن اللهجة التي يتغنى بها { يقال إن غياب صناعة للأغنية المغربية كان وراء انحصارها عربيا، لكن هناك تجارب مغربية استطاعت أن تغزو العالم العربي كيف تنظرين إلى هذه المفارقة؟ تكلمنا كثيرا في هذا الموضوع . اليوم نعيش مرحلة جديدة . مرحلة إنتاج وترويج واستعداد كبير من الجمهور لاستقبال أغنياتنا المغربية . فلنعمل على هذا فقط دون حسرة على ما فات { ما جديد فدوى المالكي؟ سأصور أغنية مغربية جديدة على طريقة الفيديو كليب . سوف تكون مفاجاة حقيقية من جميع النواحي. كما استكمل التحضير لألبومي المغربي. بالإضافة طبعا لمشاركتي بمهرجان موازين العالمي وبعض الإطلالات التلفزيونية والجلسات الخليجية قريبا إن شاء الله. { مع من تفكرين في الاشتغال مستقبلا؟ ألبومي المغربي اشتغلت فيه مع المبدعين مراد الكزناي وتوفيق أبو زهير، اما الجانب الخليحي فأشتغل مع الشاعر هشام الشروقي الذي أبدع أغنية «ميت فيك» بألبومي الخليجي الأخير «يا مفسر الأحلام». وعندي أفكار ومفاجآت أخرى أتركها لحين ترجمتها للواقع .