جاءت هذه التدخلات، حسب ما أكده علي أمهاوش، مدير المعهد الملكي للشرطة في كلمة باسم المديرية العامة للأمن الوطني، في حفل كبير أقيم مساء أول أمس السبت، بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، بمناسبة تخليد أسرة الأمن الوطني الذكرى التاسعة والخمسين لتأسيسها، تحت شعار "الأخلاق والضمير أساس النجاح"، بناء على استجابة فورية لمصالح الأمن للطلبات الهاتفية للمواطنين، مشيرا إلى أنها استقبلت ما يزيد عن 716 ألفا و794 اتصالا هاتفيا على الخط رقم (19). وقال علي أمهاوش، في كلمة ألقاها باسم المديرية العامة للأمن الوطني، إن شعار "الأخلاق والضمير أساس النجاح"، الذي جرى اختياره للاحتفاء بذكرى تأسيس الأمن الوطني لهذه السنة، مستوحى من التوجيهات الملكية السامية القاضية بدعم الأخلاق في المرفق العام، ومستلهم من الخيارات الاستراتيجية للمملكة "التي تجعل التخليق أساس كل سياسة عمومية في مجال التدبير والإدارة، وهو أيضا، مؤشر على الرغبة الراسخة في تثمين العنصر البشري، باعتباره جزءا من الرأسمال غير المادي". كما سلط أمهاوش الضوء على جانب من مساهمة الأمن الوطني في السياسة الجديدة لتدبير الهجرة بالمغرب، مشيرا إلى استقبال المصالح الأمنية ل 12 ألفا و996 طلبا لتسوية وضعية إقامة الأجانب بالمملكة، أنجزت منها 12 ألفا و840 بطاقة تسجيل، وفق مسطرة دقيقة تجمع بين حسن الاستقبال، من جهة، وتبسيط الإجراءات الإدارية، من جهة أخرى. وأشار إلى قيام المديرية العامة للأمن الوطني بإنجاز ثلاثة ملايين و889 ألفا و105 بطاقات وطنية للتعريف الإلكترونية، خلال سنة 2014، وتهيئة 100 مركز جديد لتسجيل المعطيات التعريفية بمختلف أرجاء المملكة وتجهيزها بأنظمة تكنولوجية حديثة. وتحدث، أيضا، عن قيام المديرية العامة للأمن الوطني بإعداد برنامج تدريب مندمج يجمع بين التكوين القانوني والممارسة العملية، ويوافق بين مقتضيات حفظ الأمن والنظام العامين، وبين قدسية الحقوق والحريات، بدون تفريط ولا إفراط. وفي مجال التدريب التخصصي، ذكر أنه جرى تنظيم العديد من الدورات التكوينية، التي أشرف عليها أطر مغاربة وأجانب، واستفاد منها 1496 موظفا في مختلف التخصصات الأمنية، من بينها، على الخصوص، حماية الأحداث ضحايا الجريمة أو في خلاف مع القانون، والاستماع للنساء المعنفات، والشرطة العلمية والتقنية، والحماية المقربة، والسلامة المرورية، والتربية على حقوق الإنسان، ومكافحة الجرائم المعلوماتية. أما في ما يخص التكوين المستمر، فراهنت المديرية العامة للأمن الوطني على "التكوين غير المتمركز"، عبر خلق حلقات للتكوين على المستوى الجهوي، وهو ما مكن من توسيع عدد المستفيدين الذي ناهز 217 ألفا و289 مستفيدا، في مجالات متعددة، من بينها، على الخصوص، برنامج التكوين في الأمن وحقوق الإنسان الذي جرى إنجازه بشراكة مع مركز النخيل للدراسات والتدريب والوساطة، والذي استفاد منه أكثر من 400 موظف للأمن ممن يعملون بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وأكد أن عدد المستفيدين من برنامج التكوين الأساسي بلغ 3196 متدربا تخرجوا من المعهد الملكي للشرطة والمدارس التابعة له، خلال السنة المنصرمة، في انتظار أن تعرف السنة الجارية توظيف حوالي 4400 مرشح جديد من مختلف الرتب. وفي مجال البنيات الأمنية، كشف أمهاوش عن إحداث فرقة أمنية جديدة لشرطة البيئة بمدينة العيون، مهمتها المحافظة على المحيط البيئي بالمنطقة، وتوفير أحد الحقوق الأساسية للمواطن، وهو الحق في العيش في بيئة سليمة. كما جرى أيضا، يضيف مدير المعهد الملكي للشرطة، إحداث منطقة أمنية جديدة بمدينة مكناس، وثماني دوائر للشرطة بعدد من المدن، وبناء مقرات جديدة لمجموعة من المراكز الأمنية، وفق هندسة معمارية تنسجم مع الخصوصية العمرانية الوطنية، وتستجيب للمواصفات الضرورية في المرافق العمومية للأمن. وذكر أنه جرى تجهيز هذه المقرات بآليات حديثة، تمكن من استقبال المواطنين في أفضل الظروف، وتسمح بتحسين المنتوج الأمني، مشيرا إلى اعتماد منظومة جديدة لتدبير قضايا الأمن على مستوى دوائر الشرطة تحمل اسم (جيستار)، وهي عبارة عن نظام معلوماتي لتدبير العمل اليومي للدوائر الشرطية، من خلال قواعد بيانات معلوماتية موصولة بين جميع الدوائر في مجموع التراب الوطني والمصالح المركزية، وهو ما يسمح بضمان معالجة سريعة لشكايات المواطنين وتمكينهم من الوثائق الإدارية، فضلا عن توفير إحصائيات دقيقة حول نوعية الجريمة وجغرافيتها. يذكر أنه، في مستهل الحفل، استعرض الشرقي اضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، وعبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لإدارة مراقبة التراب الوطني، تشكيلة من مختلف أفواج الشرطة الذين يتلقون تكوينهم بالمعهد. وتميز الحفل بتقديم رجال وضباط الشرطة المتدربين من الجنسين عروضا مختلفة ومتنوعة، تبرز مدى المهنية والاحترافية والجودة العالية التي تطبع التدريبات والتكوينات الأساسية والتخصصية التي يتلقونها بالمعهد الملكي للشرطة.