ترأس وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، أول أمس الاثنين، بالمعهد الملكي للشرطة بمدينة القنيطرة، حفلا كبيرا بمناسبة تخليد الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس الأمن الوطني. وحضر هذا الحفل، على الخصوص، محمد الطيب الناصري، وزير العدل، وسعد حصار، كاتب الدولة لدى وزير الداخلية، والشرقي اضريس، المدير العام للأمن الوطني، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، وأحمد موساوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن عامل إقليمالقنيطرة، وعدد من كبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والديبلوماسيون الأجانب، والمنتخبون، وشخصيات أخرى. وفي مستهل هذا الحفل، استعرض الطيب الشرقاوي، والشرقي اضريس، تشكيلة من مختلف أفواج الشرطة، التي تتلقى تكوينها بالمعهد. إثر ذلك، ألقى علي أمهاوش، المراقب العام رئيس قسم المدارس والتعاون بالمعهد الملكي للشرطة، كلمة ذكر خلالها بتوقيع جلالة المغفور له الملك محمد الخامس سنة 1956 على الظهير الشريف المؤسس للمديرية العامة للأمن الوطني، ونوه بمجهودات جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني في تطوير وعصرنة قطاع الأمن، قبل أن يؤكد على العناية السامية، التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للأمن الوطني، من خلال إحداث النظام الأساسي لموظفي الأمن الوطني، وإحداث مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للنهوض بالوضعية الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني. وأضاف أمهاوش أن قناعة المغرب الراسخة بأن الأمن والسكينة العامين شرطان أساسيان لكل تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة تتطلب دعم الموارد البشرية للأمن الوطني، من خلال نهج سياسة جديدة في التوظيف والتكوين، تعتمد على تزويد هذه المديرية العامة بالطاقات والكفاءات المطلوبة بما يتلاءم مع متطلبات الحكامة الجيدة، وتأهيل الشرطة للانخراط في مهامها المتزايدة والمتجددة، نتيجة توسع التنمية المجالية وإفرازها المستمر لتجمعات حضرية جديدة. وأضاف أنه في إطار الاستجابة لهذه الحاجيات، جرى تكوين 3614 موظفا بالأمن الوطني يمثلون مختلف التخصصات الأمنية بالمعهد الملكي للشرطة برسم موسم 2010 - 2011. كما أشار إلى أنه جرى الحرص على استحداث أنظمة معلوماتية متطورة تسمح بمحاربة الجريمة، كما جرى العمل، خلال هذه السنة، على إحداث إحدى عشر منطقة أمنية بمدن بيوكرا، وميدلت، وبن جرير، وسيدي إفني، وبوجدور، ووزان، والفقيه بن صالح، وسيدي سليمان، والمضيق، والفنيدق، وبرشيد، واليوسفية، بالإضافة إلى إحداث مفوضتين جديدتين للشرطة بمديونة والريصاني، كما ستحدث، قريبا، خمس مناطق إقليمية بكل من تنغير، وجرسيف، وسيدي بنور، وميسور، وطاطا. وأشار، أيضا، إلى أن جهود المديرية العامة للأمن الوطني تركزت، خلال السنة الماضية، على التكوين في بعض التخصصات، التي بلغ عدد المستفيدين منها 1586 عنصرا، شملت الشرطة التقنية والعلمية، والخيالة، والكلاب البوليسية، والحدود، والأحداث، وحماية الشخصيات، ومدونة السير الجديدة، وإبطال مفعول المتفجرات، وإعداد الوثائق التعريفية، والمواصلات. وأكد، في السياق نفسه، أن المعهد الملكي للشرطة احتضن هذه السنة تداريب أساسية وتخصصية ومناظرات، لفائدة أطر تنتمي إلى عدد من البلدان الشقيقة والصديقة، مثل السودان، وموريتانيا، وتونس، والجزائر، ومالي، وغينيا الاستوائية، وتشاد، وجزر القمر، كما جرى إيفاد مكونين من المركز الوطني لكلاب الشرطة، للإشراف على تكوين نظرائهم بجمهورية السودان. ومن جهة أخرى، أكد أمهاوش على أن احترافية ومهنية عناصر الأمن المغربي ساهمت في تحديد هوية المتورطين في الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف مقهى "أركانة" بمراكش في مدى زمني قياسي، بفضل الخبرة التي راكمتها والتجهيزات الحديثة الموضوعة رهن إشارتها. كما تميز الحفل بتقديم رجال وضباط الشرطة المتدربين عروضا مختلفة ومتنوعة، تبرز مدى المهنية والاحترافية والجودة العالية، التي تطبع التدريبات والتكوينات التي يتلقونها بالمعهد، من أجل تمكين رجال الشرطة من الكفاءات والمهارات الضرورية، لأداء واجبهم على الوجه الأكمل. وشملت هذه العروض نماذج للتدخل في حالة الاعتداء، واختطاف رهائن، وحماية الشخصيات، وحيازة المتفجرات. واختتم هذا الحفل بتوشيح عدد من ضباط ورجال الأمن الوطني.