تجمع الدورة 18، على مدى 4 أيام، حوالي 300 فنان من كبار نجوم موسيقى القارات الأربع، معبرة، على حد تعبير المنظمين، "عن نضج وبداية عهد جديد، عهد بلوغ سن الرشد، وعهد الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتقديم مهرجان ضخم بميزانية تفوق 12 مليون درهم". ويشارك في دورة 2015، أكثر من 20 معلما كناويا مغربيا، سيقدمونعن طريق الأداءالفردي أو المشترك مع فنانين عالميين، عروضا روحانية تمتزج فيها الأنماط الموسيقية،لتنصهر في لوحات فنية عابرة للثقافات الإنسانية. وتَعِد برمجة المهرجان، المقامة على خمس خشبات، في فضاءات عمومية مفتوحة للجميع، بعروض تهتم بالنوع على حساب الكم،وبليال استثنائية خاصة، تنظم في أماكن مغلقة، كدار الصويري، المخصصة لنخبة محدودة من المستمعين الذواقين. وتحمل رياح "موكادور" في ليلة الافتتاح، نسائم لقاء مدهش بين القارتين الإفريقية والآسيوية، من خلال "لمعلم" حميد القصري، والفنان الأفغاني حوميون خان، العازف الموسيقي البارع، اللذين سيقدمان على مسرح ساحة "مولاي الحسن"، توليفة متناغمة تكرم التقاليد الموسيقية العريقة. وعبر حميد القصري، في حوار مع "المغربية"، تنشره في عدد الغد، عن سعادته بهذا اللقاء الفني، الذي تمتزج فيه إيقاعات "تاكناويت" بأنغام موسيقى الهند وباكستان. وفي سياق المناسبة نفسها، سيجمع عرض فني بين لمعلم مصطفى باقبو،وميكيلنوردسو باند من الدانمارك، بالساحة ذاتها، في حين سيلتقي محبو النغمة العيساوية مع فرقة حمادشة الصويرة، في إطار الحفلات الموسيقية الحميمية، المقامة في رياض "دار الصويري"، إلى جانب "لمعلم" عبد النبي كيداري. وفي"الزاوية العيساوية"، المقر الديني والمركز الروحاني، سيجمع حفل موسيقي حميمي آخر بين لمعلم عبد الله أخاراز ولمعلم سعيد البوركي. وسيستمتع ضيوف الدورة 18، على مدى أيام هذه التظاهرة التراثية الغنية، حسب عبد السلام عليكان، المدير الفني للمهرجان، بلقاءات فنية وعروض موسيقية عديدة، منها سهرة لمعلم حسن بوسو، وكيني كاريت من الولاياتالمتحدةالأمريكية، في حين سيجمع عرض آخر بين لمعلم محمود كينيا وكريم زياد من الجزائر. ومن فقرات المهرجان أيضا، يضيف عليكان، محطة يطلق عليها "شجرة الكلمات"، وهي عبارة عن منتدى للحوار والتبادل أحدث سنة 2006، يعقد كل ظهيرة، ابتداء من الساعة الرابعة بالمعهد الفرنسي للصويرة، حيث يجري حوار حر في جو حميمي بين فناني كناوة وضيوف موسيقى العالم. وأكد عبد السلام عليكان أن المهرجان مبني على حمولة ثقافية كبيرة جعلت الشباب المغربي يميل لتراثه من خلال إنشاء مجموعات فنية راقية أصبح لها صيت عالمي، مبرزا أن دورته لهذه السنة ستتميز بمشاركة فنانين عالميين كبار، سيأتون لملاقاة كناوة (لمعلمين) بروح التقاسم والحوار في إطار أعمال فنية ثنائية. وأشار إلى أن هذه الحفلات الموسيقية الانتقائية ستعمل على تحقيق التوازن بين كناوة والجاز والاكتشافات الموسيقية العالمية.