بحفل «معلم أول ستارز»، الذي جمع أبرز المعلمين على الساحة الفنية الكناوية، اختتم مهرجان كناوة موسيقى العالم دورته ال 15 مساء أمس الأحد بمدينة الأليزي، في أجواء من الاحتفالية والتكريم لعطاء جيل من المبدعين. فبكافة أطياف الفن الكناوي التي تألقت على منصة ساحة مولاي الحسن بالمدينة العتيقة، ودع المهرجان جمهورا غفيرا حج من مختلف المدن المغربية ومن الخارج، وملأ مختلف فضاءات العروض التي قدمت أذواقا موسيقية متنوعة التقت حول تيمة الفن الكناوي في بعده الروحي والثقافي الكوني. عمر حياة، مصطفى باقبو، عبد القادر أومليل وسعيد أوغسال، معلمون كناويون شاركوا في هذا الحفل المتميز الذي أضحى عادة راسخة ضمن تقاليد المهرجان، وأحد اللحظات القوية التي تحتفي بالقيم الأساسية لفن تاكناويت: الأخوة والتقاسم. فعلى مدى أربعة أيام، عاشت حاضرة موكادور لحظات أخوة كونية على إيقاعات موسيقية جمعت بين الفن الكناوي وأنماط موسيقية تباينت بين الجاز والموسيقى اللاتينية وفن «القاوالي» الصوفي الباكستاني. كانت الدورة ال 15 زاخرة بعدد من الإقامات الفنية وعمليات المزج الفني التي جمعت عددا من المعلمين، من قبيل عبد الكبير مرشان وحميد القصري وعبد السلام عليكان ومحمد كويو، بفنانين قدموا من آفاق مختلفة، سيلفان لوك تريو- أورغانيك، رباعي سيتو كينش وفريد أياز وأبو محمد، كيرينسيا ودجيمبي نيو ستايل. وشهد المهرجان أيضا لحظات راسخة من خلال الحفلات المتفردة التي قدمتها كل من الفنانة المالية أومو سانغاري، والفنان السنغالي كارلو دي. واحتضنت زاوية سيدنا بلال ودار الصويري حفلات حميمية التقى من خلاله الجمهور الشغوف بروحانية الفن الكناوي، بمعلمين من مختلف أنحاء المغرب أدوا وصلات فنية اندمج معها الحضور حد التماهي مع التعابير الموسيقية والكلمات المفعمة بالأذكار والابتهالات. وفي إطار فعاليات المهرجان، ناقش المنتدى الدولي «حركية المجتمعات.. حرية الثقافات»، مستقبل الثقافة في ظل التغيرات التي تشهدها المجتمعات، مع التأكيد على كونية الشعور الإنساني بالانتماء إلى حضارات مختلفة تتعايش في ما بينها في إطار احترام الآخر، المختلف دينيا وعرقيا وفكريا. هي إذن دورة جديدة من مهرجان كناوة موسيقى العالم أسدلت ستار الاحتفال إلى حين موعد آخر، دورة حفلت بقيم الفن الكناوي وموروثه التاريخي اللامادي الذي يثبت سنة بعد أخرى، أن رسالة الفن تظل واحدة وتتمثل في التوحيد بين مختلف الشعوب والثقافات.