أوضح العمراني في مداخلة له خلال ورشة عمل مدرجة في إطار أشغال منتدى الدوحة، التي افتتحت مساء أمس، حول موضوع "إلى أين تتجه منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا" أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس "رسم خارطة الطريق للسير قدما نحو تحقيق التنمية المستدامة من خلال إقرار إصلاحات دستورية هامة تروم تعزيز الديموقراطية وتضع المواطن المغربي محورا للتنمية المستدامة وتجعل من القيم المشتركة للهوية المغربية مصدر قوة في مواجهة مختلف التحديات، علاوة على إصلاح الحقل الديني. وفي معرض حديثه عن الوضع الجيو - سياسي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ، وصف العمراني الظرف الذي تشهده المنطقة بالصعب والمعقد، جراء عدم الاستقرار المتواصل في مجموعة من البلدان ، مشددا في هذا السياق على أن حل النزاعات المتفجرة رهين بتحقيق محددات أساسية تهم تكريس المصالحة الوطنية واحترام الوحدة الترابية للدول وإنفاذ قوة القانون وبناء دولة المؤسسات على أسس ديموقراطية شفافة ، وجعل المواطن العربي حجر الزاوية في التنمية المنشودة . وشدد العمراني على الحاجة الملحة لتعاون دولي جدي لتسوية مختلف النزاعات التي يشكو منها الشرق الاوسط وشمال افريقيا على اعتبار أن أمن هذه المنطقة ذات البعد الجيو - سياسي، من أمن حوض البحر الابيض المتوسط وأوربا، بل والعالم ككل ، مبرزا أن المسؤولية لا تقع على عاتق القوى الكبرى فقط "بل نحن في حاجة الى منظور جنوبي للوصول الى تسوية شمولية عبر تطبيق اصلاحات تحترم خصوصية المنطقة". وسجل العمراني في هذا السياق أنه رغم تغيير الوضع الجيو - سياسي على الصعيد العالمي الا أن مجلس الأمن لم يغير تفكيره في حل النزاعات الدولية التي تزدادا تعقيدا ويصعب حلها ، مؤكدا أن المجتمع الدولي بحاجة الى مؤسسة عالمية تتعاطى بفعالية مع القضايا الشائكة التي قد تعصف بالاستقرار في المنطقة وباقي بلدان العالم . وفي معرض حديثه عن ظاهرة الارهاب واتساع رقعتها عبر العالم، دعا العمراني الى اعتماد مقاربة شمولية تتجاوز البعد الأمني من خلال وقف تمدد الفكر الجهادي المتطرف عبر تفعيل الدور الهام لتقنيات الاعلام والاتصال في التصدي للافكار الجهادية الزائفة التي تحظ على الكراهية والإقصاء والعنف، وتفعيل مبادئ الديموقراطية الحقة، والاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الكفيلة بتكريس التنمية المستدامة وتحقيق تطلعات الفئات الشابة نحو مزيد من الرفاهية والازدهار. وعند تطرقه لاشكالية الهجرة السرية، لاحظ العمراني أن الاتحاد الأوربي اقتنع أن هناك حاجة ماسة الى مقاربة شمولية لتطويق هذه ظاهرة، تتجاوز حوض المتوسط وتتجه نحو افريقيا التي تحتاج الى دعم اقتصادي متواصل لمساعدتها على رفع التحديات الاقتصادية السياسية والاجتماعية التي لا تقوى على رفعها. ومن هذا المنطلق، دعا العمراني الى اعادة النظر في سياسة الجوار التي تجمع منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا مع الاتحاد الاوربي على أساس أن يكون قوامها المصلحة المتبادلة المشتركة من اجل خلق فضاء متوسطي مستقر ومتعاون. وفي ختام كلمته جدد العمراني الدعوة الى التحرك بالسرعة الكافية لدرء المخاطر الناجمة عن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، مشددا على ضرورة بناء أنظمة ديموقراطية قوية في المنطقة للمساهمة في اعادة تشكيل شرق أوسطي جديد متعايش ومتكامل.