أكد مدير مرصد الدراسات الجيو- سياسية الفرنسي، شارل سان برو، أن الأهمية التي أولتها الحكومة الأمريكية لزيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للولايات المتحدة، تعكس تأثير ومصداقية المغرب على الساحتين الإقليمية والدولية. وأوضح شارل سان برو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن لقاء القمة بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما مكن البلدين الحليفين منذ سنة 1777 من تأكيد تطابق وجهة نظرهما في المجال الجيو- سياسي وإعطاء دينامية لتعاونهما الاقتصادي.
وبعد أن أشار إلى البيان المشترك المغربي الأمريكي الذي أكد على "الدور الريادي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في تعميق الديمقراطية وتحقيق التقدم الاقتصادي والتنمية البشرية خلال العشرية المنصرمة"، قال إن الأمر يتعلق هنا بدعم للإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية وللتقدم المسجل في مختلف المجالات، خاصة في ميدان النهوض بالحريات الأساسية واحترام حقوق الإنسان.
ولاحظ مدير مرصد الدراسات الجيو- سياسية أن المغرب يعد بفضل الإصلاحات، التي نهجها بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من البلدان القلائل التي بقيت في منأى عن الاضطرابات سنتي 2011 و2012 ، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الرئيس أوباما أبرز فرادة النموذج المغربي الذي يمكن أن يشكل مثالا يحتذى في المنطقة.
وأضاف أن الولاياتالمتحدة تدرك على غرار القوى الكبرى الدور الأساسي الذي يضطلع به المغرب من أجل تحقيق الاستقرار بإفريقيا، وكذا جدية المملكة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف الديني في منطقة الساحل والصحراء، مؤكدا أن هذا الانخراط المتواصل في ملف يحظى بالأولوية في نظر الولاياتالمتحدةالأمريكية، أدى إلى تمتين الشراكة الاستراتيجية بين الرباطوواشنطن من أجل تحقيق الأمن بمنطقة المغرب العربي وإفريقيا والشرق الأوسط.
وأكد أن تحقيق السلم والأمن بمنطقة المغرب العربي وإفريقيا والساحل، المهددة من قبل المجموعات الإرهابية وعصابات الاتجار في المخدرات، يمر عبر تسوية النزاع حول الصحراء المغربية، خاصة بعد أن تأكد وجود روابط بين انفصاليي البوليساريو ومافيا الإرهاب.
وبخصوص قضية الصحراء، سجل شارل سان برو أن البيت الأبيض ذكر بدعمه لمخطط الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمغرب، واصفا إياه بأنه جدي وواقعي ويحظى بالمصداقية، مؤكدا أن المخطط المغربي يشكل الحل الوحيد من أجل وضع حد لهذا النزاع الذي يعد نتيجة للحرب الباردة وصنيعة جزائرية.
وفي ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي الثنائي الذي كان أيضا ضمن جدول أعمال زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة، أكد شارل برو أنه تبين بالملموس أن واشنطن أخذت بعين الاعتبار جهود المملكة من أجل النهوض بالتنمية المستدامة، وأن المغرب يشكل أرضية هامة بالنسبة لشمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء في مجال التجارة والاستثمارات.
وخلص إلى القول بأن الذين كانوا يراهنون على تدهور العلاقات بين البلدين بفعل تحركات بعض الدوائر المرتبطة بمناورات الجارة الجزائر باءت محاولاتهم بالفشل.د