تحتدم المواجهات بين مسلحي الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لهم من جهة، وبين مسلحي القبائل و «اللجان الشعبية» الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والوحدات العسكرية المؤيدة له من جهة أخرى، وذلك على جبهات عدن والضالع ولحج وتعز وأبين ومأرب. من جهتها، أفادت مصادر عسكرية لصحيفة "الحياة" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء بأن الميليشيات الحوثية تكبدت أمس خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وباتت في موقع الدفاع في عدة مواقع جراء قطع الإمدادات عنها، واستمرار قصف قوات التحالف لمواقعها في مختلف الجبهات. واستهدف طيران التحالف أمس مواقع في صنعاء وصعدة وشبوة وعدن والضالع لجهة إسناد المسلحين المناهضين للحوثيين وصالح وضرب طرق الإمداد ومنع قوات الحوثيين وصالح من إعادة ترتيب صفوفها، وتدمير ما بقي لها من مخازن للذخيرة والسلاح. ودوى انفجار هو الأضخم ظهر أمس الاثنين في منطقة فج عطان في صنعاء، يعتقد أنه ناجم عن صاروخ نوعي لقوات التحالف استهدف مخازن ألوية الصواريخ، واهتزت المنازل جراء الانفجار على مسافة 15 كيلومتراً، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من مكان الانفجار مع سحابة كثيفة غطت غربي العاصمة. وقد تضرر من تلك الضربة أيضاً منزل أحمد علي صالح نجل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. ومع تواصل المعارك في محافظة تعز (جنوب غرب)، اعترض مسلحون مناهضون للحوثيين تعزيزات عسكرية للجماعة في محافظة إب قادمة من صنعاء، وأكد مسلحو المقاومة في تعز سيطرتهم على عدد من المواقع التي يتمركز فيها الحوثيون في المدينة التي قصفتها. من جهة أخرى، أعلن مسؤولون أمريكيون أن الولاياتالمتحدة "تراقب" قافلة سفن إيرانية يحتمل أن تكون متجهة إلى اليمن، وذلك بعيد إعلانها تحريك إحدى حاملات طائراتها باتجاه هذا البلد، "لضمان بقاء الطرق البحرية الحيوية في المنطقة مفتوحة وآمنة". وقال مسؤول كبير في البنتاغون لوكالة فرانس برس إن القافلة التي تعتبرها واشنطن مشبوهة تتألف من "تسع سفن بينها سفينتا دورية" من طراز عسكري، مؤكدًا أن وجهتها لم تعرف بعد. بدوره، قال مسؤول آخر في الوزارة لفرانس برس "نشتبه في أن هذه السفن تنقل أسلحة ومعدات عسكرية. إذا تم تسليمها إلى اليمن فإن من شأن هذا الأمر أن يؤدي إلى المزيد من زعزعة استقرار" هذا البلد. إلا أنه أكد أنه "من السابق لأوانه التكهن" بشأن إمكان أن تقوم السفن العسكرية الأميركية في المنطقة باعتراض السفن الإيرانية وتفتيشها. من ناحيته، نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيفن وارن المعلومات التي تحدثت عن أن القطع الأميركية المنتشرة في المنطقة مهمتها اعتراض السفن الإيرانية، وقال "هذا ليس صحيحا". ولمحت مصادر أمريكية عدة إلى أنه إذا كانت هناك ضرورة لاعتراض السفن الإيرانية، فإن هذه المهمة تقع بالدرجة الأولى على عاتق دول المنطقة وفي مقدمها مصر والسعودية. وقال مسؤول عسكري أمريكي "كل ما نقوم به حتى الآن هو تأمين" الطرق البحرية قبالة سواحل اليمن، مضيفاً "نحن لسنا جزءًا من مهمة فرض حظر" بحري على اليمن. وبحسب مسؤول أمريكي آخر، فإن قافلة السفن الإيرانية عبرت مضيق هرمز، وهي في طريقها "نحو الغرب" ما يعني أن وجهتها المحتملة هي اليمن. وكان سلاح البحرية الأمريكي أعلن في وقت سابق الاثنين أنه أمر حاملة طائرات وبارجة أمريكيتين بالتمركز قرب اليمن، "لضمان أن تبقى الطرق البحرية الحيوية في المنطقة مفتوحة وآمنة".