أفاد بلاغ للجمعية أن عبد الهادي بلخياط، أحد أعمدة الأغنية المغربية والعربية الذي طبع الساحة الوطنية منذ أزيد من خمسين سنة، يعود "وبعد غياب طويل"، ليعتلي منصة المسرح الوطني محمد الخامس، بمناسبة الدورة ال14 لمهرجان موازين- إيقاعات العالم. وخلال هذا الحفل، الذي سيحمل ألوان الإنشاد الديني والابتهالات الصوفية، ستقوم الجمعية بتكريم المسار الفني الحافل لهذا الفنان المغربي المتميز. وتحضيرا لهذه العودة إلى مجال الفن، فإن عبد الهادي بلخياط، الذي يوجد حاليا بصدد إعداد "ريبرتوار" متنوع يضم أناشيد دينية وابتهالات، سيحيي الحفل الفني مرفوقا بمجموعة كورال للإنشاد الصوفي. وتنضاف هذه القطع الغنائية إلى أعماله "المنفرجة"، "أسماء الله الحسنى" و"يا طالعين الجبال" التي لقيت نجاحا كبيرا ازداد عبد الهادي بلخياط بمدينة فاس سنة 1940، وغادرها ليستقر بمدينة الدارالبيضاء. واستطاع بفضل تجربة أداء بالإذاعة المغربية أن يلج الساحة الفنية التي كانت آنذاك تعرف هيمنة أسماء طبعت تلك الفترة، من قبيل محمد فويتح والمعطي بلقاسم وابراهيم العلمي. وكان عبد الهادي بلخياط يمثل آنذاك الموجة الجديدة للأغنية المغربية، إلى جانب عبد الوهاب الدكالي ومحمد الحياني. هذا الجيل كان مفتتنا بالساحة الفنية المصرية وأسمائها الكبرى كأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، ليقرر بلخياط الانطلاق، سنة 1965، في رحلة إلى بلاد الفراعنة، على أمل النجاح في العثور على موطئ قدم هناك، حيث تابع تكوينه بالمعهد العالي للموسيقى العربية قبل أن يتعرف عليه الجمهور المصري. ويتذكر الكثيرون مروره بالقاهرة، معبرين عن تحسرهم لعدم بقائه هناك. إذ عاد بلخياط، سنتين بعد ذلك، إلى المغرب ليتجاوز تأثير صيته جيلا بكامله من المغاربة ويصبح نجما بالمنطقة المغاربية. وخلال هذه الفترة، اجتهد عبد الهادي بلخياط في التعاون مع مؤلفين من قبيل أحمد الطيب العلج وعبد الرفيع الجواهري وعلي الحداني، وملحنين أمثال عبد السلام عامر وعبد الرحيم السقاط وعبد القادر وهبي. وقد ساهم هؤلاء، إلى جانب بلخياط، في تحقيق شعبية الأغنية الكلاسيكية والرومانسية. وتأقلم بلخياط مع مختلف الأنماط الموسيقية بفضل قوة صوته وحضوره القوي على المنصة، ما جعله فنانا حاضرا بقوة في ذاكرة كافة المغاربة. يذكر أن مهرجان موازين- إيقاعات العالم، الذي تنظمه جمعية "مغرب الثقافات" أصبح ، ومنذ 2001، موعدا لا محيد عنه في الساحة الفنية المغربية والدولية. ففي شهر ماي من كل سنة، تعيش العاصمة الرباط على إيقاعات هذه التظاهرة الفنية الفريدة من نوعها، من خلال موسيقى منفتحة على كافة أنحاء العالم وبرمجة غنية وفريدة. وتسعى "مغرب الثقافات"، وهي جمعية ذات أهداف غير نفعية، تأسست سنة 2001، بالأساس إلى تمكين جمهور جهة الرباط- سلا- زمور- زعير من الاستمتاع بتنشيط ثقافي وفني في مستوى يليق بعاصمة المملكة.