كما فاز فيلم "هم الكلاب"، للمخرج هشام العسري"، بجائزة أحسن تصوير سينمائي لعلي بنجلون. وفي فئة الفيلم القصير نال المغرب جائزتي "مهر يينينغا" الذهبي عن فيلم "ماء ودم" للمخرج عبد الإله الجوهري، كما حاز المغرب جائزة المهر الفضي في الفئة ذاتها، وجائزة أحسن فيلم روائي في صنف سينما المدارس. وهذه هي المرة الرابعة، التي يفوز فيها المغرب بالجائزة الكبرى لهذا الموعد السينمائي الإفريقي، إذ سبق أن توج بجائزة "مهر يينينغا" الذهبي في ثلاث دورات سابقة، الأولى سنة 1973 بفيلم "ألف يد ويد" لسهيل بنبركة، والثانية سنة2001 بفيلم "علي زاوا" لنبيل عيوش، والثالثة سنة 2011، بفيلم "البراق" لمحمد مفتكر. ويحكي فيلم "حمى" قصة الطفل "بنجمان"، الذي كان يعيش رفقة والدته الفرنسية، وبعد دخولها السجن بتهمة الدعارة، يضطر إلى الانتقال للعيش رفقة والده المغربي، الذي لم يسبق له أن تعرف عليه، وفي منزل العائلة، سيضطر بنجمان إلى العيش رفقة والده وجدته وجده، لكن اللقاء كان صادما. يقدم هشام عيوش، الذي تخصص في تسليط الضوء على المهمشين والتائهين في أفلامه، نماذج عديدة، منهم الجد الذي يحلم بالعودة إلى البلد الأم، والأب الذي يشعر أنه يعيش من أجل لا شيء، والابن المتمرد، والمهاجر الإفريقي، الذي يبحث عن السعادة بعيدا عن الدمار والحرب، والمثلي، الذي يحاول الحصول على تصالح المجتمع، بالإضافة إلى شباب الأحياء الهامشية، أبناء المهاجرين الذين يعيشون حياة كلها عنف، دون نسيان الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة (المرمي) في أحد مراكز الإيواء. وتميزت الدورة 24 للمهرجان بشراكة خاصة مع الخطوط الملكية المغربية (لارام)، التي أحدثت جائزة خاصة أطلقت عليها اسم جائزة "ابن بطوطة" لأحسن فيلم يعالج موضوع السفر. وكانت "لارام" ومهرجان "فيسباكو" وقعا، في 4 فبراير 2014، اتفاقية شراكة أصبحت بموجبها الشركة الوطنية الناقل الرسمي لهذا الحدث الثقافي والفني المرموق لثلاث دورات (2015، و2017، و2019). وبموجب هذه الاتفاقية، تؤمن الخطوط الملكية المغربية النقل الرسمي للمشاركين في المهرجان ونقل مختلف المعدات اللازمة لإنجاح هذه التظاهرة، التي تهدف إلى تشجيع السينما في جميع أنحاء القارة الإفريقية. وبالإضافة إلى منح التذاكر للدورات الثلاث من المهرجان، تقدم "لارام" أسعارا تفضيلية على تذاكر سفر زوار المهرجان في شبكتها بأكملها، التي تغطي 85 وجهة في أربع قارات، من خلال 1600 رحلة في الأسبوع. يشار أن المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون لواغادوغو (فيسباكو) تأسس سنة 1969 بمبادرة من مجموعة هواة سينما بوركينابيين، بهدف التعريف بالسينما الإفريقية، واسترجاع الثقافة الإفريقية، من خلال تطوير القدرات السينماتوغرافية للبلدان الإفريقية من طرف الأفارقة أنفسهم. وبعد أربعين سنة من الوجود وتنظيم 24 طبعة سارع هذا المهرجان، الذي ينظم كل عامين في العاصمة البوركينابية، إلى تجاوز حدود القارة لكسب سمعة دولية، إذ انتقل من خمسة بلدان ممثلة في البداية إلى 35 بلدا اليوم. ومن خلال إنشاء السوق الدولية للسينما والتلفزيون الإفريقية (ميكا) أضحى المهرجان موعدا سينمائيا كبيرا في القارة الإفريقية.