اعتبر عمر بونجو، مدير عام مجموعة التجاري وفابنك، أن المقاولة الاجتماعية بالمغرب مرشحة لتطور كبير ومستقبل واعد، على غرار ما حققته عالميا. وقال بونجو، خلال لقاء عقد أول أمس الخميس بالدارالبيضاء، إن المقاولة الاجتماعية تنخرط في "مسارات المشروع المجتمعي المغربي، الذي أكد عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش يوم 30 يوليوز 2013، والذي ذكر فيه جلالته بأن المغرب شهد إطلاق العديد من الأوراش الاقتصادية والاجتماعية، في موازاة مع الإصلاحات السياسية والمؤسساتية، في تجاوب مع تطلعات المغاربة، وفي إطار الاهتمام الموصول بكرامة المواطن المغربي وازدهاره، وأشار جلالته إلى أن هذا التحدي يمثل مسيرة متواصلة، قوامها مبادرات جريئة، وأعمال حازمة، ومقاربات تشاركية، مع الاستغلال الأنجع لكل الإمكانات المتاحة". وأضاف بونجو أن مجموعة التجاري وفابنك تؤكد حرصها على تشجيع كل المبادرات الداعمة للمشروع المجتمعي، القائم على تطوير النمو الاقتصادي والتماسك الاجتماعي. واستحضر دلالات جائزة المقاولة الاجتماعية، التي منحتها المجموعة للمقاولة الاجتماعية، خلال المنتدى الدولي إفريقيا والتنمية، المنعقد أخيرا بالدارالبيضاء، مشيرا إلى أن هذا التكريم جاء لتحفيز هذه المقاولة الاجتماعية والنهوض بها، لما لها من أدوار وتأثيرات إيجابية على محيطها الاجتماعي، ومن أجل ترسيخ دور المغرب جهويا وقاريا في مجال نقل الخبرات والتجارب، وتطوير كل ما يخدم شعوب القارة ويحقق رفاهها. وأبرز بونجو أن تطوير روح المقاولة لدى الشباب في إطار الحكامة يعتبر خدمة لهم ولمحيطهم، ومكسبا من شأنه خلق الثروات والقيمة المضافة، ومحو الفوارق الاجتماعية، وأضاف أن هذا المعطى يستلزم اهتماما أكبر من الجميع. وخلص إلى أن المقاولة الكلاسيكية والمقاولة الاجتماعية تحكمها تكاملية واضحة، تتلخص في خدمة النمو بالمغرب. وانكبت باقي مداخلات الندوة على تحديد مفهوم المقاولة الاجتماعية، مع استعراض العوائق المطروحة أمامها، والسبل الكفيلة بتجاوزها. وقدم المتدخلون تعاريف تبين الفرق بين هذه الفئة من المقاولات، وبين المقاولة الكلاسيكية، والمقاولة ذات المسؤولية الاجتماعية، والجمعيات غير الحكومية، موضحين أن المقاولة الاجتماعية تهدف إلى الربح، إلا أن لها توجهات اجتماعية تندرج في صلب استراتيجياتها، عكس المقاولات ذات المسؤولية الاجتماعية، التي تخصص ميزانية للقضايا الاجتماعية فقط. وتطرق المتدخلون إلى المقاولة الاجتماعية والرأسمال البشري، وأهدافها الاقتصادية المتمثلة في خلق قيمة مضافة اجتماعية، وابتكار ما يمكن استغلاله لفائدة المجتمع. وأفاد عباد الأندلسي، الرئيس المدير العام لجمعية "إنجاز المغرب"، أن المقاولة الاجتماعية تقترح حلولا هيكلية لمشاكل اجتماعية، وأضاف أن هذه المقاولة تتأسس على فكرة ناجعة تلامس أكبر عدد ممكن من الأشخاص هم في حاجة لحل ما لمشكل اجتماعية معينة. مجيد قيصر الغايب، رئيس جمعية "إيناكتوس"، تطرق إلى أهمية المقاولة الاجتماعية من ناحية توفير فرص الشغل، معتبرا إياها أداة لخلق مناصب شغل لفائدة الشباب. أما ممثل الوكالة الوطنية لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، فأكد أن الدولة، من خلال هذه الوكالة، تقدم الدعم اللازم لخلق المقاولات، مشيرا إلى أن الوكالة ساهمت في مواكبة 500 مقاولة سنة 2014، لكنه أوضح أنه ليست هناك برامج خاصة بالمقاولة الاجتماعية، وذكر بأن الوكالة الوطنية لدعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة ستتأقلم مع هذا المعطى، من أجل الانخراط في مساعي توفير المواكبة لها.