يشارك في هذه التظاهرة الاقتصادية المهمة، التي ستستمر إلى غاية يوم الخميس المقبل تحت شعار "حرف الشمال ... فن وابتكار"، أزيد من 30 عارضا يمثلون حرفيي الصناعة التقليدية والتعاونيات والجمعيات المهنية من مختلف مناطق شمال المغرب (طنجةوتطوان وتازة والحسيمةوتاونات)، وسيعرضون أمام جمهور طنجة المهتم بمختلف أنواع الحرف اليدوية التقليدية الأصيلة. وبعد أن قامت فاطمة مروان بزيارة لمختلف أروقة الصناع التقليديين، الذين يقدمون بالمناسبة مجموعة واسعة من الإبداعات تهم النسيج التقليدي والفخار الريفي، الذي تبدعه أنامل النساء، والأثاث، وقعت على بروتوكول التعاون لتنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مع غونسالو روبليس، الكاتب العام للتعاون الدولي للتنمية في الحكومة الإسبانية. ويهم هذا البروتوكول برنامج الدعم المؤسساتي لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ومواكبة ومرافقة المشاريع الرائدة في ثلاث جهات، وهي جهة سوس ماسة درعة، والجهة الشرقية، وجهة الدارالبيضاء على مدى ثلاث سنوات، بغلاف مالي يبلغ 400 ألف أورو (حوالي 4,3 ملايين درهم). كما يهدف بروتوكول التعاون إلى إرساء أسس التقارب الوظيفي لتدخلات مختلف الأطراف المعنية ووضع مخطط وظيفي لتحسين فرص العمل، خاصة في وسط الشباب والنساء، في إطار قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وفي كلمة لها بمناسبة حفل التوقيع على بروتوكول التعاون، أشادت فاطمة مروان بالتعاون المثمر القائم بين المغرب وإسبانيا، والاهتمام الذي توليه هذه الاخيرة لتعزيز ودعم قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمغرب، مشيرة إلى أن هذا البروتوكول يندرج في إطار الشراكة الإسبانية المغربية للتنمية، خلال الفترة الممتدة من سنة 2014 إلى سنة 2016، التي أبرمت خلال اجتماع اللجنة المشتركة المغربية الإسبانية في 16 يونيو من عام 2014. وفي هذا السياق، أبرزت الوزيرة أهمية هذه الاتفاقية لتطوير قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بشكل خاص، والاقتصاد الوطني بشكل عام، معربة عن تطلعها لتحقيق الأهداف المرجوة لدعم هذا القطاع الحيوي من خلال الاستفادة من التجارب الإسبانية المتراكمة في هذا المجال. من جهته، قال غونسالو روبليس إن البرنامج يهدف إلى دعم ومساندة ومواكبة النسيج الحرفي والانتاجي التقليدي، وتحسين الظروف المعيشية لحرفيي جهات طنجة-تطوان وتازة-الحسيمة-تاونات، وكذا تطوير العمل المؤسساتي في قطاع الاقتصاد الاجتماعي، وتعزيز القدرة التنافسية للمقاولات الصغرى والمتوسطة والتعاونيات الحرفية. وأشار المسؤول الإسباني إلى أن البرنامج يهدف كذلك إلى دعم تسويق منتوج الحرف اليدوية التقليدية المغربية، وتشجيع التحديث والابتكار في القطاع لتلبية متطلبات وحاجيات الأسواق المحلية والدولية، مؤكدا التزام إسبانيا بتبادل الخبرات في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني مع المغرب. وأكد، في هذا السياق، أن هذا البرنامج يجب أن يضطلع بدور مهم في تحسين الأوضاع الاجتماعية للحرفيين، وجعلهم في محور اهتمام عملية التنمية في المغرب، مع الاستفادة من التجربة الإسبانية في مجال التنمية الاقتصادية الشاملة. وسيكون بإمكان زوار المعرض اكتشاف منتجات بديعة من الخشب والمنسوجات والسجاد، وإبداعات خاصة بالديكور المنزلي وزخارف تقليدية، وكذا مجموعات تقليدية تتوزع ما بين المنديل المحلي وجلباب أولاد عزام في حلل وتصميمات جديدة، الى جانب منتجات النسيج والخرقة الوزانية. ويحظى الفخار النسائي من منطقة واد لاو والحسيمةوتاونات، الذي حافظ على أشكاله ورموزه لآلاف السنين، بحضور وازن واهتمام خاص خلال فعاليات المعرض إضافة إلى منتجات متنوعة في مجال الديكور التقليدي والمطور، تمثل النسيج الحرفي لمنطقة مريجا بجرسيف، وبني فرسنان بتازة، ومولاي بوشتى الخمار بتاونات، والرواضي من الحسيمة. كما سيتعرف زوار المعرض على منتجات تقليدية تهم صناعة الخشب المطعم والمزخرف التقليدي، وعلى مصنوعات فنية واكسيسوارات جلدية مختلفة، ومنتجات فلاحية مجالية تمثل مختلف المناطق القروية لشمال المغرب. ويأتي تنظيم هذا المعرض في إطار مخطط تنمية الصناعة التقليدية المسطر من طرف وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ووكالة إنعاش وتنمية شمال المغرب، والممول من طرف الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية. وجرى حفل افتتاح المعرض بحضور المنسقة العامة للوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية بالمغرب، ورؤساء عدد من الغرف المهنية للصناعة التقليدية، والكاتب العام لولاية طنجة، وفعاليات مهنية محلية.