ذكر بلاغ لرئاسة الحكومة أن هذا اللقاء شكل مناسبة لتجديد التأكيد على جودة علاقات الصداقة التي تجمع بين البلدين، وعلى الرغبة المشتركة للدفع بالتعاون الثنائي في مختلف الميادين، وإعطاء دينامية جديدة للمبادلات في ظل إطار جديد للشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وأبرز البلاغ أن رئيس الحكومة ذكر خلال هذا اللقاء بمسلسل الإصلاحات الشاملة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي باشرها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تسهر الحكومة على تنزيلها، مستعرضا الآفاق الواعدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين بفضل الاستقرار الذي تنعم به المملكة، والتوجهات الجديدة للبلاد في الميدان الصناعي. من جهته، أشاد جينتيلوني، الذي خصص للمغرب أول زيارة له للمنطقة منذ تعيينه على رأس الدبلوماسية الإيطالية، بالإصلاحات التي باشرها المغرب في جميع الميادين، والتي جعلت منه نموذجا للاستقرار في المنطقة، معربا عن رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع المملكة وبناء إطار استراتيجي جديد للشراكة. وحسب المصدر ذاته، تناول الجانبان، خلال هذا اللقاء، الذي حضره، على الخصوص، سفيرا البلدين، مجموعة من القضايا الجهوية والدولية ذات الاهتمام المشترك. من جهته، أجرى رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، مباحثات مع وزير خارجية جمهورية إيطاليا، همت، بالخصوص، دور برلمانيي البلدين في تعزيز العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين، وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن الجانبين استعرضا خلال هذا اللقاء متانة وعمق العلاقات المتميزة التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية إيطاليا في شتى المجالات، وأهمية دور برلمانيي البلدين في تدعيم وتقوية هذه العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. وأضاف البلاغ أن رئيس المجلس استعرض النموذج التنموي الديمقراطي المغربي المتفرد بشمال إفريقيا والعالم العربي، الذي يرعاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في ظل مناخ إقليمي يطبعه التوتر وعدم الاستقرار. من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيطالي أن المغرب يمثل نموذجا للاستقرار بالمنطقة، بفضل الإصلاحات المؤسساتية المهمة التي عكست أهمية مسلسل التغيير الديمقراطي بالبلاد. وأبرز المسؤول الإيطالي أهمية دور المغرب في خلق توازنات بالمنطقة، مشددا على أهمية العمل البرلماني المشترك في معالجة كل القضايا التي تستأثر باهتمام البلدين، خصوصا التحديات الأمنية المتنامية. وخلال اليوم ذاته، أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، مباحثات مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني، تمحورت حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وأوضح مزوار، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، أن "هذه المباحثات الغنية شكلت مناسبة لإبراز الإرادة المشتركة للبلدين في تعزيز وتنويع العلاقات التاريخية والمتميزة القائمة بين البلدين"، مشيرا إلى أن العلاقات بين إيطاليا والمغرب كانت دائما علاقات صداقة وتفاهم وتعاون وطموح مشترك. وقال إنه "بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيينه، اختار جينتيلوني المغرب للقيام بأول زيارة له للمنطقة، ما يمثل رسالة صداقة، والرغبة في توطيد العلاقات الثنائية الممتازة أصلا". وقال "لقد قررنا باتفاق مشترك، العمل ضمن الإطار الجديد للشراكة الاستراتيجية بين البلدين"، مسجلا أن الجانبين أبانا عن الإرادة الراسخة في تعزيز الروابط الثقافية والسياسية والمؤسساتية بين البلدين. على صعيد آخر، ذكر مزوار أنه خلال هذه المحادثات التي أبرزت الحاجة الملحة إلى بناء المستقبل على أسس جديدة، تم التباحث أيضا بشأن الجالية المغربية المقيمة في إيطاليا، حيث توجد نحو 61 ألف مقاولة، مغربية ومغاربة يشغلون مناصب المسؤولية. وأشار مزوار إلى أن هذه المباحثات تطرقت أيضا إلى الوضع الراهن على الساحة الدولية، خاصة التطورات الأخيرة في ليبيا والعراق وسوريا والساحل، مشددا على ضرورة عدم الخلط في كل ما يتصل بالحساسيات الدينية. وأضاف "لقد قررنا تعزيز المزيد من التعاون في المجال الأمني بين البلدين وعلى صعيد المنطقة". من جانبه، قال جينتيلوني، إن المغرب وإيطاليا تجمعهما علاقات عريقة ثقافيا واقتصاديا وسياسيا، مبرزا أن المغرب يمثل نموذجا للاستقرار في منطقة تقع فريسة لانعدام الأمن. وحسب الوزير الإيطالي، فإن المغرب قام بإصلاحات مهمة ساهمت في تنمية المجتمع والمسلسل السياسي والاقتصادي، موضحا أن هذه الشراكة قد تتعزز أكثر بفضل إطار جديد للشراكة، على الخصوص، اتفق الجانبان على وضعه. وجرت هذه المحادثات بحضور، على الخصوص، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة.