سيمتد هذا البرنامج إلى نهاية دجنبر من السنة الجارية، من خلال تنظيم 20 دورة تدريبية على مستوى مختلف مدن المملكة لفائدة شباب المؤسسات التعليمية والجامعية ومؤسسات التعليم العالي والفاعلين المدنيين، والجمعيات المهتمة بالشأن التربوي، والموجهين التربويين، وسيتوج بتأسيسالمنتدىالمغربيلشبابالتسامح. ويهدف البرنامج، المنظم بمبادرة من الشراكة الشرق أوسطية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، إلى المساهمة في الحد من تفاقم العنف داخل المدرسة والجامعة، والعنف ضد النوع، وتأصيل ثقافة التسامح وترسيخ القيم الإنسانية ومقومات المواطنة، وتقوية شروط نجاح السلوكات المدنية المخالفة لثقافة الكراهية ولرفض التعايش مع المختلف، ودعم الثقافة المدنية القائمة على القبول بالغير، والاقتناع بنسبة الأفكار والمواقف ونبذ العنف بمختلف أشكاله. ويسعى برنامج المنتدى المغربي لشباب التسامح، وهو برنامج تكويني وتأطيري، إلى توعيةالشباب بالدور الأساسي والحيوي لثقافة التسامح والتعايش، وقيم الحوار بالنسبة لصيانة وتنميةحقوق الأفراد والجماعات والأمن والتماسك الاجتماعيين، وتوعيتهم بالمخاطر القصوى والتهديداتالحقيقية لنزوعات التعصب والتطرف والعنف على هذه الحريات، وعلى السلام الفردي والجماعي. وتشمل عمليات البرنامج ملتقيين فكريين، ودورات لتكوين المكونين، وورشات لتعميق معارفاليافعين والشباب والفاعلين المدنيين بالمبادئ الحقوقية والاجتماعية والثقافية لقيم التسامحوالتعايش في علاقتها بأسس المواطنة الفعالة. وأكد ستيفان إبيلي، مدير المكتب الجهوي ل"ميبي" مبادرة الشراكة الشرق أوسطية بسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب، أن هذا البرنامج ستتخلله تأسيس نوادي التربية على التسامح بموازاة الدورات التدريبية، وإطلاق مسابقة للشباب المغربي من أجل التسامح في الرسم والقصة والشعر أو أي عمل فني. وأضاف إيبلي، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن برنامج المنتدى المغربي لشباب التسامح سيعرف إطلاق موقع إلكتروني للشباب المغربي من أجل التسامح يعمل على التوثيق لعمليات البرنامج ونشر وثائقه، والتفاعل مع المشاركين فيه، وإصدار دليل تدريبي خاص بقيم التسامح في المؤسسات التعليمية، ودليل تدريب المدربين على قيم التسامح ونبذ العنف. من جانبه، قال محمد النص، المدير التنفيذي للبرنامج، والمدير العام للمؤسسة الدولية للتدريب والتنمية، إن هذه الأخيرة قررت إطلاق البرنامج لتكوين وتأطير الشباب، اقتناعا منها بأهمية التربية على القيم الإيجابية، واستمرارا لتفعيل أهدافها التي تعتبر الشباب ركيزة أساسية لتحقيق مشاركة إيجابية في كل ما يرتبط بثقافة التعايش والتسامح، وتدبيرالاختلافات بالطرق السلمية، ونبذ العنف بكل أشكاله، ودعما منها لترسيخ ثقافة الحوار والسلوكاتالمدنية وقيم المواطنة الفعالة. وأضاف النص أن مختلف المؤشرات تؤكد على أن نسبة العنف ازدادت خلال السنوات الأخيرة بشكل أصبح يهدد كل القيم الإيجابية، ويهدد ثقافة التعايش والقبول بالآخر المختلف في اعتقاده أنوعه أو اختياراته الفكرية، وهو الأمر الذي تعكسه الدراسة التي أنجزتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، والتي أكدت أن العنف أصبح عملة متداولة في المؤسسات التعليمية. وأوضح النص أن ظاهرة العنف المتفاقمة بين الأفراد والمجتمعات وضيق أفق أصحاب الاختيارات المغلقة، والالتجاء في حسم كل اختلاف إلى العنف، كلها معطيات تؤكد وجود حاجة ماسة لترسيخ ثقافة معاكسة تقوم على الرفع من قيمة الخطاب الداعي إلى التعايش والتسامح والقبول بالمختلف ويحقه في اقتناعاته. وأشار إلىأن الغاية من هذا البرنامج تطوير مهارات ومعلومات شباب المؤسسات التعليمية والجامعات في حل المشاكل الخلافية عن طريق الحوار والتسامح والاعتدال، ومساعدتهم على نشر المفاهيم الإيجابية في بيئاتهم ومجتمعاتهم الصغيرة والكبيرة، وتقوية التعبئة المجتمعية من أجل حماية وتنمية ثقافة التسامح والحوار والتعايش والتصدي لنزوعات التعصب والتطرف ومناهضة ظواهر العنف وسلوكاته، وتعزيز التعاون بين الطلبة والأساتذة، لخلق بيئة تعليمية حاضنة لقيم التعايش والتسامح.