أبرز المشاركون في ندوة فكرية نظمت مساء أمس السبت بمدينة العيون دور الحوار والتسامح والانفتاح على الآخر في تحقيق التعايش بين الثقافات والمجتمعات. وأوضحوا خلال هذه الندوة، التي نظمتها الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة تحت عنوان "حوار الثقافات"، أن الاهتمام بقيم التسامح ومبدإ الحوار شأن جماعي وضرورة حضارية ملحة لتفادي الاحتقان الفكري والحد من تنامي النزاعات بين العديد من الثقافات والحضارات. وأضافوا أن التسامح لا يعني التخلي عن القيم والأفكار الخاصة بل هو اعتراف بحق الآخر في التفكير والمعتقد وبحث عن التوافقات والاعتراف بالتعدد والاختلاف. وسجلوا أن المجتمع المعاصر عوض أن تؤطره قيم التسامح والتعايش هيمنت عليه النزعات العرقية وانطوت فيه الثقافات على بعضها وطغت عليه قاعدة الصراع بدل قاعدة التكامل. واعتبروا ان الوضع الحالي للثقافات الإنسانية خرج عن ضوابطه الطبيعية "ذلك انه بدل ترسيخ ثقافة السلام والتسامح بين المجتمعات عمت الصراعات والتوترات وانتشر العنف واقصاء الآخر وتهميشه بل وتدميره أحيانا". وتطرق المشاركون في هذه الندوة الى ضوابط الحوار المتأصلة في الدين الاسلامي وعلاقاته بالديانات السماوية الأخرى القائمة على اساس التعارف والاحترام المتبادل، مذكرين في هذا السياق بان التشريعات الاسلامية الشاملة لكل المجالات ذات الصلة بالانسان تدعو الى العدل والتسامح واحترام الآخر ونبذ التشدد. وابرز الامين الاقليمي لحزب الاصالة والمعاصرة بالعيون السيد ابوهوي سيد احمد، في الكلمة الافتتاحية لهذه الندوة، ان المغرب شكل عبر العصور جسرا وملتقى لتفاعل العديد من الحضارات تمازجت مكوناتها وروافدها في هوية مغربية متميزة. واضاف ان المغرب، المعروف بانفتاحه على مختلف الثقافات، مشهود له بتشجيع الحوار بين الثقافات وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين مختلف الديانات واشاعة السلم والاستقرار بين الدول والشعوب. وتم خلال هذه الندوة القاء مداخلات تمحورت حول "العولمة وحوار الثقافات"، و "الحوار بين الثقافات ..ضرورة او اختيار"، و"التسامح والانفتاح على الآخر ودورهما في حوار الثقافات" و"الاسلام وعلاقته بالديانات السماوية الأخرى".