اعتبرت مييكو يوبات، ممثلة صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب، أن التحوّلات الديموغرافية في العديد من البلدان، بما فيها المغرب، تمهد الطريق لطفرة ديموغرافية، من شأنها أن تشكل فرصة لتحقيق نموّ اقتصادي سريع، وتنمية بشرية مستدامة، موضحة أن هذه الطفرة "ترتبط إلى حد كبير بمدى استثمار هذه الدول في الشباب، كيْ يثمنوا طاقاتهم، ويصبحوا رافعة لخلق ثروة الأمم"، داعية إلى مساعدة الشباب من خلال توجيه بعض الاستثمارات المعتمدة لفائدتهم. وطالبت المسؤولة الأممية المغرب بتلبية حاجيات الشباب واستثمار طاقاتهم، واغتنام فرصة أن شريحتهم تشكل النسبة الأكبر من إجمالي السكان، وأنهم مفتاح نمو المجتمعات، ويمكنهم أن يؤثروا إيجابا أو سلبا عليها، حسب السياسات المعتمدة. وأوضحت أن مئات الملايين من الشباب حول العالم يواجهون تحديات اجتماعية واقتصادية كثيرة، تعترض طريقهم نحو تحقيق أهدافهم وطموحاتهم ومستقبلهم، مبرزة أن الاستثمار الأمثل لقوة الشباب يمكن الدول من جني عائد ديمغرافي، ينتشل ملايين الناس من هوة الفقر، ويرفع مستويات معيشتهم ويدفع بعجلة الاقتصاد إلى الأمام. من جهته، تطرق عبد الإله اليعقوبي، نائب ممثلة صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب، إلى بطالة الشباب بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، مشيرا إلى أن نسبة البطالة بالمنطقة تعتبر الأكبر من نوعها على المستوى الدولي. وأبرز أن نسبة بطالة الشباب في شمال إفريقيا ناهزت 24 في المائة، وفي الشرق الأوسط قاربت 28 في المائة عام 2012. وأوضح أن الإحصاءات الأممية لعام 2014 أظهرت أن بطالة الشباب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط هي الأكبر من نوعها دوليا خلال 20 سنة الماضية. وأوضح أن المغرب شهد تحولات ديموغرافية خلال السنوات الماضية، لا سيما على مستوى التربية والتعليم والصحة والعمل والمشاركة السياسية، مذكرا بضعف مشاركة الشباب المغاربة في السياسة والانتخابات. كما أشار اليعقوبي في عرضه إلى عدم استفادة الفتيات من تعليم ذي جودة، خصوصا بالوسط القروي، إذ لم تتجاوز نسبتهن 24 في المائة خلال سنة 2012 بالمستوى الإعدادي، مقابل 31 في المائة بالنسبة للذكور، مذكرا بنسبة زواج القاصرات في المغرب، التي تشكل وفق إحصائيات وزارة العدل، 12 في المائة من إجمالي عقود الزواج عام 2013، ليفوق عدد عقود زواج القاصرات 35 ألف حالة عام 2013، ما يمثل ارتفاعا بنسبة 94 في المائة مقارنة مع 2004. ويبرز تقرير صندوق الأممالمتحدة للسكان، الذي أصدره في نونبر الماضي، أن الرقم القياسي لعدد سكان العالم من الشباب البالغ هو 1,8 مليار، ويتيح فرصة هائلة لتغيير المستقبل، وأن الشباب هم المبتكرون والمبدعون وبناة المستقبل وقادته، لكنهم لن يتمكنوا من تغيير المستقبل إلا إذا حصلوا على المهارات اللازمة، وتمتعوا بالصحة والقدرة على اتخاذ القرارات والخيارات السليمة في حياتهم. ويبين تقرير صندوق الأممالمتحدة للسكان أن التحولات الديمغرافية التي تحدث الآن في نحو 60 بلدا من بلدان العالم تفسح المجال أمام تحقيق عائد ديمغرافي، ويتوقف حجم هذا العائد إلى حد كبير على الكيفية التي تستثمر بها هذه البلدان في شبابها لتحقيق ما لديهم من إمكانيات. وتبرز إحصائيات التقرير أن "9 من أصل 10 شباب من سكان العالم يعيشون في أقل البلدان نموا، وبسبب تردي الخدمات الاجتماعية في هذه البلدان، فإنها تواجه عقبات ضخمة في الاستفادة من المزايا، التي يمكن أن تتحقق من إشراك الشباب كقوة عاملة منتجة. ويبين التقرير أن الاستثمارات الحاسمة في الشباب اللازمة لجني عائد ديمغرافي تتمثل في استثمارات، من شأنها حماية الحقوق، خاصة الحقوق الإنجابية، وتحسين الصحة، وتوفير المهارات والمعارف، من أجل تعزيز قدرات الشباب وتأثيرهم.